سطيف تحتفي بإرث المفكر نايت بلقاسم في يوم دراسي وطني

الأكثر قراءة

Loading

أشاد عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني، بمواقف وخصال المفكر الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم (1927-1992)، وذلك خلال يوم دراسي نظمته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بدار الثقافة هواري بومدين بولاية سطيف، يوم السبت 31 مايو 2025. حمل اليوم الدراسي عنوان “مولود قاسم نايت بلقاسم: رجل الإصلاح الوطني وأيقونة الفكر التربوي”، وشهد مشاركة نخبة من المؤرخين، الباحثين، والمشايخ، إلى جانب السلطات المدنية والعسكرية.

وأكد الشيخ القاسمي أن الراحل كان من أبرز رواد الفكر والثقافة في الجزائر، حاملاً مشروعاً حضارياً متكاملاً يجمع بين الأصالة والمعاصرة. وأوضح أن مولود قاسم كان يؤمن بأن معركة الهوية الوطنية لا تقل أهمية عن معركة تحرير الأرض، معتبراً أن بناء الأمة يقوم على اللغة، العقيدة، التاريخ، والانتماء، وليس فقط على الحدود الجغرافية. وأبرز أن كتابات وخطب الراحل عكست رؤيته الثاقبة في تحقيق التوازن بين الثوابت الوطنية والتكيف مع متطلبات العصر.

وأشار الشيخ إلى أن مولود قاسم دعا إلى تمسك المجتمع بالقيم الإسلامية الثابتة مع التعامل بمرونة مع المتغيرات كوسائل تعبر عن حاجات كل جيل. كما دافع الراحل عن الأوقاف الخيرية، اللغة العربية، وتعميم تدريسها، وسعى إلى إبراز قيم الإسلام في إطار وحدة الأمة الجزائرية، متصدياً لمشاريع التنصير التي استهدفت الهوية الوطنية.

وخلال مداخلته، دعا الشيخ القاسمي إلى الاقتداء بسيرة مولود قاسم والاهتمام بتراثه الفكري الغني الذي يحمل دروساً للأجيال. وأكد أن قوة الدولة تكمن في العلم وأصحاب الفكر، مشيراً إلى أن العلاقة بين الإسلام، العروبة، والأمازيغية تتسم بالتكامل عندما تكون العقول راشدة. وأضاف أن التربية لا تقتصر على المناهج، بل تتطلب قدوات صالحة ورجالاً يحملون مشاعل الهداية.

من جهتهم، تناول المتدخلون، ومنهم الدكاترة محمد الصغير بلعلام، عبد الرزاق قسوم، سعيد معول، مولود عويمر، وصالح بلعيد، دور الراحل في ترسيخ الهوية الوطنية والدفاع عن مقومات الشخصية الجزائرية. وأبرزوا إسهاماته الفكرية والتاريخية، لا سيما في تعزيز الوعي الوطني ومواجهة التحديات الثقافية. وشملت المداخلات عناوين مثل “مولود قاسم نايت بلقاسم: الرجل والمشروع”، “هاجس النهضة عند مولود قاسم”، و”مولود قاسم: السمفونية العذبة العازفة على النغم الوطني”.

وأفاد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الدكتور عبد الحليم قابة، أن هذا اليوم الدراسي شكل فرصة لاستعراض مسيرة مولود قاسم كشخصية وطنية بارزة ونموذج يعكس غنى الهوية الجزائرية بأبعادها المتعددة. ويُعد هذا الحدث تجسيداً لالتزام الجمعية بالحفاظ على الذاكرة الوطنية وتكريم رواد الفكر والإصلاح في الجزائر.

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x