استضافت أوبرا الجزائر بوعلام بسايح بالعاصمة، يوم الخميس 29 مايو 2025، عرضاً خاصاً للنسخة المرممة من الفيلم التاريخي “وقائع سنين الجمر” للمخرج الراحل محمد لخضر حمينة (1934-2025)، وذلك في إطار حفل تأبيني بمناسبة مرور خمسين عاماً على تتويجه بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1975. نُظم الحفل من قبل وزارة الثقافة والفنون بحضور رئيس مجلس الأمة، السيد عزوز ناصري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية، السيد زهير بوعمامة، وزير الثقافة والفنون، السيد زهير بللو، وزير المجاهدين، السيد العيد ربيقة، رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، السيد محمد بوخاري، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيد عبد المجيد زعلاني.
أعلن وزير الثقافة والفنون خلال الحفل عن إطلاق “جائزة لخضر حمينة للإبداع”، تكريماً لمسيرة المخرج العالمي ودعماً للمواهب السينمائية الجزائرية. وستُمنح الجائزة سنوياً لأفضل الأفلام في فئات الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية، بالإضافة إلى جوائز في السيناريو، التمثيل، والإخراج، تأكيداً على نهضة السينما الجزائرية في السنوات الأخيرة.
ووصف الوزير بللو الراحل حمينة بأنه “شخصية استثنائية” أثرت المشهد الثقافي برؤية فنية عميقة، مؤكداً أن إيمانه بالجزائر جعله يوجه أعماله لخدمة الذاكرة الوطنية. وأضاف أن رحيل حمينة يحمل مسؤولية الحفاظ على إرثه، مشيراً إلى أن المعهد الوطني العالي للسينما بالقليعة يحمل اسمه بقرار من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.
تابع الحضور على مدى ثلاث ساعات النسخة المرممة من “وقائع سنين الجمر”، التي أعيد تهيئتها بدعم من مؤسسة “لوكاس فاميلي” ضمن “مشروع أفريكن فيلم هيريتيج”، بالتعاون مع “وورلد سينما بروجاكت”، المؤسسة الأفريقية للمخرجين، اليونسكو، وسينماتيك بولون. أبرزت النسخة المرممة جماليات الصورة السينمائية التي صيغت بعناية فائقة من قبل حمينة، معززةً عبقريته في تقديم خطاب فني وشاعري يعكس عمق التجربة الإنسانية.
يُعد الفيلم ملحمة تاريخية وسياسية تروي مآسي الشعب الجزائري تحت الاحتلال الفرنسي، مستعرضاً سياسة الأرض المحروقة والظلم الممنهج، مع إبراز تكوّن الوعي الوطني. شارك في العمل نخبة من الممثلين، منهم العربي زكال، حسان حسني، سيد علي كويرات، كلثوم، نادية طالبي، يحي بن مبروك، شيخ نور الدين، وبوعلام رايس.
تضمن الحفل عرض وثائقي قصير بعنوان “رجل استثنائي” من إنتاج عائلة الراحل، تبعه قراءة شعرية بأصوات الفنانين حسان كشاش ومحمد محبوب لقصائد شعبية وردت في أفلام حمينة مثل “سنين النار” و”العاصفة”، ليختتم الحدث بتكريم إرث رائد السينما الجزائرية.