رحيل محمد لخضر حمنية: وداع أيقونة السينما الجزائرية

الأكثر قراءة

Loading

غيّب الموت المخرج السينمائي الجزائري الرائد محمد لخضر حمنية، الذي توفي مساء الجمعة بالجزائر العاصمة عن عمر 95 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا عظيمًا وأثرًا عميقًا في قلوب عشاق السينما. يُعد حمنية رمزًا من رموز الفن السابع، حيث كرّس حياته لخدمة السينما الجزائرية، محققًا شهرة عالمية وجوائز مرموقة، أبرزها السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1975 عن فيلمه “وقائع سنين الجمر”.

حزن وطني وتقدير رسمي

أعرب زهير بللو، وزير الثقافة والفنون، خلال حضوره تشييع جنازة الفقيد، عن عميق الحزن لفقدان “شخصية رمزية من الفن السابع، ومخرج ذي شهرة عالمية”. وأكد أن حمنية “نقش اسمه بأحرف من ذهب في المشهد الثقافي والسينمائي”، مشددًا على التزام الوزارة بإعادة إحياء المجد السابق للسينما الجزائرية، التي كان حمنية أحد أعمدتها.
من جانبه، نعى كمال سيدي سعيد، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالاتصال، الفقيد، واصفًا إياه بـ”عملاق السينما” الذي دافع عن الجزائر من خلال أعمال فنية رفيعة المستوى. وأشار إلى أن حمنية، المجاهد الذي ناضل قبل وبعد الاستقلال، كان “مصدر فخر للجزائر” بفضل إسهاماته العالمية.

شهادات من رواد الفن

عبّر العديد من الفنانين والمثقفين عن حزنهم العميق لرحيل هذا العملاق. الممثل والمخرج مصطفى عياد، الذي عمل مع حمنية في فيلم “حسان طيرو” عام 1967، وصف الفقيد بأنه “قامة عظيمة” كرّست حياتها لخدمة الثقافة الجزائرية. أما الموسيقار صافي بوتلة، الذي شارك في تأليف موسيقى العديد من الأفلام، فقد أكد أن حمنية كان مخرجًا “غزير الإنتاج”، يمتلك قدرة استثنائية على “نقل الواقع إلى الشاشة” بدقة وإبداع.
بدوره، اعتبر المخرج لطفي بوشوشي أن وفاة حمنية “خسارة كبيرة للجزائر”، مشيدًا ببراعته في الانتقال بين الكوميديا والدراما بعمق فني وجودة صورة لا مثيل لها.

من جهته، أشار مراد شويحي، مدير المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، إلى أن وفاة حمنية جاءت بالتزامن مع الذكرى الخمسين لفوزه بالسعفة الذهبية، داعيًا السينمائيين الشباب إلى الاستلهام من مسيرته الفريدة. كما وصف زين الدين عرقاب، مدير المركز الجزائري لتطوير السينما، حمنية بأنه “السينمائي الشامخ” الذي ستبقى أعماله نموذجًا للأجيال القادمة.
وأضاف عمار رابح، التقني والمصور السابق ورئيس الجمعية الثقافية “أضواء”، أن حمنية تميز بـ”الصرامة، البراغماتية، والإنسانية” في تعامله مع فرق العمل، مما جعله قائدًا فنيًا استثنائيًا.

محمد حمينة.. إرث خالد

اشتهر محمد لخضر حمنية بأفلامه التي تجمع بين العمق الفكري والجماليات البصرية، مثل “ريح الجنوب”، “حسان طيرو”، و”وقائع سنين الجمر”، التي وثّقت مراحل تاريخية هامة من نضال الشعب الجزائري. تميّزت أعماله بالقدرة على الجمع بين الحس الوطني والرؤية العالمية، مما جعله واحدًا من أبرز السينمائيين في العالم العربي.
رحيل حمنية ليس خسارة للجزائر فحسب، بل للسينما العالمية التي استفادت من إبداعاته. أعماله ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، ودعوة مستمرة للحفاظ على الإرث الثقافي والفني الجزائري.

مع وداع محمد لخضر حمنية، تظل السينما الجزائرية مدينة لهذا الفنان الاستثنائي الذي أضاء الشاشة بأعمالٍ ستبقى خالدة في ذاكرة الفن السابع. رحمه الله وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x