“ما قبل المسرح”.. صراع الكلمة مع حاجز الصمت

الأكثر قراءة

افتتاح ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد بمناسبة الشهر الفضيل
إطلاق حاضنة المدرسة العليا للفنون الجميلة "آرتي"
وهران تحتضن ندوة حول "مسرح علولة والبحث العلمي"
فتح باب الترشح للطبعة ال8 لجائزة "كاكي الذهبي" للكتابة الدرامية
افتتاح الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة
فيلم يكشف استخدام فرنسا أسلحة كيميائية في الجزائر
عرض مسرحية "الخيط الأحمر" بقصر الثقافة مفدي زكرياء
القصبة ذاكرة وطنية حية تحتفي بتاريخها
البليدة: فتح المسرح البلدي "محمد توري" في حلة جديدة
تقديم العدد الأول لمجلة "سينماتيك" بالجزائر العاصمة

 

شهد ركح المسرح الوطني محي الدين بشطارزي عرض مسرحية “ما قبل المسرح” في إطار الطبعة السابعة عشر للمهرجان الوطني للمسرح المحترف دورة نادية طالبي، المسرحية من إنتاج جمعية كارتينا و فرقة أوديون، تأليف ولد عبد الرحمن كاكي، إخراج سعيد زكرياء، تمثيل مجموعة من الممثلين من بينهم بوقصارة عز الدين، مجاهد أحلام، طاهيري عبد الحق، لبقع نور الهدى، بورحلة سهام، عبد الوهاب طارق.

“ما قبل المسرح” هو عمل مسرحي تجريبي للكاتب ولد عبد الرحمن كاكي لتحضير الممثل وتكوينه سنة 1957، العرض يتكون من ثلاث مشاهد، المشهد الأول يروي قصة فنان يبحث في وسط فلسفته وفنه بين الحلم والحقيقة بين النجاح واليأس وهذا ما يجعله يدخل في صراع فكري ثقافي ديني بحثا عن الحقيقة.

اما المشهد الثاني يروري رحلة الشبكة ويحكي معاناة الصياد وصراعه اليومي مع الحياة والمجتمع.

أما المشهد الثالث يتمثل في الكوخ حيث يتحدث عن مجموعة من الأشخاص يبحثون عن الذهب في أماكن نائية تنتهي بهم الطريق بطريقة مأساوية بعد خلافهم وتصارعهم خوفا من الموت بالعطش يقتلهم الطمع في صراع من أجل الحياة.

أما المشهد الأخير ينكسر فيه جدار الصمت ويبدأ الحوار “أهدرو وأعلاش راكم ساكتين” هي الجملة التي رددت كثيرا في الاخير، ولها عدة دلالات عن قول الحق حتى لو كانت رقبتك على المقصلة.

الصراع في مسرحية “ما قبل المسرح” كان من بداية العرض إلى نهايته، صراع الفنان مع لوحته وأفكاره، الصراع من أجل البقاء، الصراع من أجل الكلمة.

العرض جاء في قالب مسرح القسوة ومسرح الميم، حيث أشرنا أن الصمت حلق في كل مشاهد المسرحية ليكن المشهد الأخير غير منتظرا وهو وفاء للعرض الحقيقي النص ولد عبد الرحمن كاكي، الكلمة بقيت “اهدرو واعلاش راكم ساكسين”، وهو سؤال جوهري في عرض شهد العديد من الصراعات حتى الانسان مع نفسه.

العرض جاء على ايقاع الموسيقي بادخال الاوركسترا الركح، مما زاد العرض جمالية صوتية جذبت المتلقي الذي صفق عاليا للعرض، المتوج بالمهرجان المحلي لسيدي بلعباس، فكانت جل اللوحات المسرحية مصاحبة الاوكسترا حيث تعتبر إضافة نوعية في المسرح الجزائري.

الجمعية أمتعت الجمهور واستحضرت روح كاكي على ركح باشطارزي ونافست فرق من انتاج مسارح الدولة، أوجدت لنفسها مكانا وسط الكبار، وأثبت المقولة الشعبية، “قد نجد في النهر ما لا نجده في البحر” وهي الفرقة الشابة الحالمة بالمسرح التي أبدعت في عرضها “ما قبل المسرح”.

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x