“تحت الأنقاض”.. حكاية صمود الشعب الفلسطيني

الأكثر قراءة

افتتاح ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد بمناسبة الشهر الفضيل
إطلاق حاضنة المدرسة العليا للفنون الجميلة "آرتي"
وهران تحتضن ندوة حول "مسرح علولة والبحث العلمي"
فتح باب الترشح للطبعة ال8 لجائزة "كاكي الذهبي" للكتابة الدرامية
افتتاح الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة
فيلم يكشف استخدام فرنسا أسلحة كيميائية في الجزائر
عرض مسرحية "الخيط الأحمر" بقصر الثقافة مفدي زكرياء
القصبة ذاكرة وطنية حية تحتفي بتاريخها
البليدة: فتح المسرح البلدي "محمد توري" في حلة جديدة
تقديم العدد الأول لمجلة "سينماتيك" بالجزائر العاصمة

دخل مساء الأربعاء عرض “تحت الأنقاض” غمار المنافسة بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته السابعة عشر، انتاج المسرح الجهوي النعامة الذي يحمل اسم المسرحي الراحل أمحمد بن قطاف، نص انور اسم الله، إخراج العيد بن عمارة، سينوغرافيا حمزة جاب الله، معالجة درامية ومساعد مخرج يونس جواني. وتمثيل كل من سيد علي حميدي، سمية عبدلي، ربيعة سحاب، عبد النور بن عداسي وسمير بلبشير.

العرض جاء لطرح قضية فلسطين ركحيا وبالتحديد بين أزقة مخيمات حاصرها الزمن في مكان واحد، تروي قصة عائلة تنبض بروح الأرض ومقاومة الجراح. قصة صحفي شاب عبد الله، يسعى لالتقاط صور حقيقية وسط أنقاض القصف، أين تتجسد معركته في عدسة الكاميرا التي تروي حكايات منطقة تحتضر بصمت.

ومن جهة يعمل أبو عبد الله في جمع خيوط التاريخ الذي ينسجه في مخطوطاته محاولا حماية ذاكرة الأمة من محاولات الطمس والاندثار، وبين الحرب والأمل يحدث انفجار جرحت فيه صحفية أمريكية التي يبرز من خلالها الكاتب الجانب الانساني وفي جعبتها وثائق سرية تفضح تواطؤ الدول وعقد اتفاقيات ضد الشعب الفلسطيني.

العرض المسرحي جاء لينقل معناة فلسطينين في لقطة صورة من عدسة الصحفي التي بقيت الجدار الوحيد الباقي بشموخ ليكتب ذاكرة بألم وأمل تحت الانقاض.

كما جاء العرض ليناصر القضية الفلسطينية، بتسليط الضوء عن عائلة فلسطينية تمثل كل عائلة فلسطينية وتجسد معناة ونضال العائلة ففي هذا البلد البطل ليس شخص أو شخصان معروفان وإنما البطل هي العائلة بأكملها تناضل وتدفن تحت الأنقاض.

وبعيدا عن نص الكاتب أنور سعد الله وضف المخرج شخصية حنضلة ويحيى السنوار، بلوحات تعبيرية لها جمالية ورمزية بالغة في صناعة شجاعة الشخصية الفلسطينية.

السينوغرافيا من تصميم حمزة جاب الله حيث وضعنا في ديكور منزل فلسطيني ومطبخ تقليدي وثلاث أماكن للجلوس، ويتوسط الخشبة شجرة الزيتون التي ترمز للحرية والنصر في فلسطين، البيت مثله ركحيا جاب الله في مجسمين أوحى بهما إلى البيت التقليدي الفلسطيني، لم يبقى البيت في المجسمان في مكان واحد وإنما يتغير موضعهما حسب غرف البيت مرة يوضع من جهة اليسرى للكح ومرة أخرى يتوسط الخشبة.

وفي مشهد أخر يتموضع في الجهة اليمنى، وفي مشهد أخر  شكل المجسمان “تحت الأنقاض” وصراع الموت والحياة في انتظار الإنقاذ، أما المشهد الاخير قلب السينوغراف كل الموازين وأدار المجسمان ليجد المتلقي نفسه في الأخير أمام خريطة فلسطين مزينة بالكوفية في رسومات خلف المجسم الذي كان بيتا فكان توظيف السينوغرافيا توظيفا شاملا للعرض فكان خادما لها.

كما عاد بنا العرض إلى مذبحة ومجزرة الطنطورة بعد شهر تقريبا من مذبحة دير ياسين، واستكمالًا للهدف الصهيوني الرئيسي المتمثّل بعملية التطهير العرقي للبلاد، بقوة السلاح والترهيب للسكان تمهيدًا لتهجير أكبر عدد من المواطنين الفلسطينيين، جاءت مذبحة الطنطورة. وقد تركت أثرًا بالغًا على الفلسطينيين في القرى المجاورة ومهّدت لتهجيرهم بالفعل.

تختلف مذبحة الطنطورة عن سائر المذابح السابقة في فلسطين، ليس لحجم الضحايا فقط ولكن كونها جريمة ارتُكبت على يد جيش إسرائيل، بعد أسبوع واحد من إعلان قيام الدولة الإسرائيلية. وقد اختار جيش الاحتلال هذه القرية بالذات بسبب موقعها على ساحل البحر المتوسط، وسهولة مهاجمتها ومتذرعين أن القرية تمثل تهديدًا لهم، واتّهموا أهلها بتحويلها لمرفأ يصل منه السلاح للفلسطينيين.

الطنطورة هي قرية التي كانت تقع بالقرب من حيفا. وكان عدد سكانها يبلغ 1470 في عام 1945. نفذت المجزرة في الليلة التي ما بين 22 و 23 مايو عام 1948 على يد لواء الإسكندروني التابع لجيش الإحتلال الإسرائيلي، خلال حرب 1948، وقد قتل في المجزرة ما بين 270 إلى 290 فلسطيني.

كما استذكر العرض عزالدين القسام أحد كبار المقاومين للاحتلال البريطاني لفلسطين، استطاع بقدراته على التعبئة والتوعية والتجنيد والتنظيم، ثم باستشهاده، أن يشعل ثورة عام 1936 في فلسطين، ويظل رمزا للمقاومة.

الإشتراك
نبّهني عن
guest

1 تعليق
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
Inline Feedbacks
View all comments
المسرح الجهوي امحمد بن قطاف لولاية النعامة
المسرح الجهوي امحمد بن قطاف لولاية النعامة
27 ديسمبر، 2024 11:41 مساءً

شكرا لكم على مرافقتكم الإعلامية لعرض تحت الأنقاض

مقالات ذات صلة

1
0
يرجى التعليق.x
()
x