انفصام ثلاثي الأبعاد.. من انتاج مسرح الأغواط
دخ
ل مسرح الأغواط المنافسة بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته السابعة عشر، بعرض إنفصام ثلاثي الأبعاد إخراج وسينوغرافيا زروق نكاع، تأليف مسعود عتمة، وموسيقى .سيد أحمد بومعزة.
وبعيدا عن الاحتفالية بالثورة التحريرية للجزائر، دخل مسرح الأغواط بعرض في قالب بسيكودرامي حيث أخذ بيد المتلقي للسفر معه إلى مصحة نفسية لنتجول معه في عقل مجنون مثقف، أو كما قالت الشخصية عن نفسها مثقف مجنون.
ورغم أن الكاتب قدم للمتلقي جميع مفاتيح العرض بأن الممرضة ما هي الا زوجة المريض، التي وقفت مع زوجها المثقف الذي طاله الجنون من الكتب التي درسها ومن العلم الذي التهمه على مر السنين بقت الزوجة وفية مع مرور الزمن لتدفع الثمن غاليا في النهاية اين تقتل على يد زوجها.
نجد بطل العرض قارئ ومثقف وهذا يظهر جليا بعد قراءته لكتب علم النفس التي تتحدث عن مرض “الانفصام” بعد تشخيصه بهذه الحالة المرضية نظرا لعدم إيمانه بالنتيجة حيث توصل إلى عكس ما يحاول الطاقم الطبي إقناعه به. ليدخل المريض من الغرفة المجاورة، الذي يجد صعوبة في الاقتناع بحجج صديقه الذي يؤمن بنظرية المؤامرة إلى غاية إستعراضه مهارات الإنفصام أمامه، ويتم استدعاء شبيه المريض أمام مرأى المريض الآخر.
يحاول المريضان رفقة شبيهيهما الهرب الى ان يتم إكشاف أمرهما من طرف الممرضة التي توضح الحقيقة، وتكشف انه ما من مريض في الغرفة المجاورة، قبل أن يتبين لنا أنه ما من مريض في المصحة بأكملها، وبأن المريض أصلا متواجد في غرفة بيته وما تلك الممرضة سوى زوجته. ليجد المثقف المجنون نفسه في انفصام ثلاثي الأبعاد.
الاشتغال على نص بسيكودرامي وتوظيف شخصية المجنون المثقف، أو المثقف المجنون، نقف فيها على سؤال لماذا جن عقل المثقف؟، وأصيب بالانفصام؟ هو سؤال محوري وجوهري يطرح من خلال مشاهدة المتلقي للعرض، ويعيش أجواء الجنون وصراع المريض مع ثلاث شخصيات أخرى صنعت من هذيانه وخياله، كما يطرح سؤال وهل كل مثقف نهايته الجنون.؟
تطرق بعض النقاد من الأساتذة والطلبة إلى بعض النقاط التي لم يوفق فيها العمل الإبداعي كضرورة التدقيق اللغوي للنص، واستحسان الاشتغال على العنوان أكثر وعدم تقديم وجبة جاهزة لمحتوى العرض قبل مشاهدته، كما ركز أخرون على أداء الممثل الذي تقمص شخصية المجنون الذي كان قويا لكن ملامحه لم تظهر ركحيا وكان بعيدا عن الاضاءة في الكثير من الأحيان.
صارة. ب