المسرح المحترف… أكبر مهرجان وطني بأقل ميزانية

تفاصيل مهرجان المسرح المحترف في طبعته السابعة عشر 

نظمت محافظة المهرجان الثقافي الوطني للمسرح المحترف ندوة صحفية أمس الأربعاء 11 ديسمبر بقاعة امحمد بن قطاف بالمسرح الوطني الجزائري، للحديث عن برنامج الطبعة السابعة عشر المرفوعة لسيدة المسرح نادية طالبي، المزمع انعقاده من 20  ديسمبر ويتواصل إلى غاية 30  من نفس الشهر، وأكد محمد يحياوي أن المهرجان بصفته الأكبر في الجزائر من حيث عدد المشاركين إلى أن ميزانيته تبقى قليلة، والمستثمرين الاقتصاديين وجهتهم نحو الثقافة عموما والمسرح خصوصا تبقى محتشمة.

صارة بوعياد

يتنافس بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف 18 فرقة من المسارح الجهوية وفرقة مجازة بالمرتبة الأولى بالمهرجان المحلي لسيدي بلعباس، بالإضافة إلى عروض مسرحية خارج المنافسة موزعة بقاعة حاج عمار وأخرى بمسرح الجزائر الوسطى، وفي إطار تنشيط المحيط فنيا تم برمجت عشرة عروض بساحة محمد توري لفئة الأطفال والجمهور لواسع، فضلا على فتح ورش تكوينية وندوات فكرية وجلسات نقدية.

كما سيكون معرض خاص بالإنتاج المسرح الجزائري وجلسات بيع بالتوقيع وأمسيات شعرية بالتنسيق مع الكاتب عبد الرزاق بوكبة وبيت الشعر الجزائري، في إطار فعالية الشعر في ضيافة المسرح.

“سبعين السنة في غرامك” عرض افتتاح المهرجان بمشاركة 120 فنان

قال المدير الفني جمال قرمي: “إن المهرجان الوطني للمسرح المحترف لم يقف هذه الطبعة على لجنة انتقاء العروض المشاركة وانما كل مسرح مخول له المشاركة بعرض مسرحي بعد احترام الشروط المنصوص عليها من قبل محافظة المهرجان، فكانت العروض إما انتاجات متعلقة باحتفالية الذكرى السبيعين لثورة التحرير أو مواضيع أخرى”.

كما تطرق قرمي إلى العرض الافتتاحي المعنون “سبعين سنة في غرامك” بمشاركة 120 فردا من ممثلين وتقنيين وسينوغراف تحت اشراف المسرحي محمد شرشال يجمع فيه ثلة من الممثلين المخضرمين إلى جانب ممثلين الشباب، سيكون فيه اسقاطات لعروض مسرحية مهمة من ربيرتوار المسرح الجزائري على غرار حزام الغولة والأجواد.

560   مشارك في أكبر مهرجان في الجزائر بأقل ميزانية

وأكد محمد يحياوي أن المهرجان بصفته الأكبر في الجزائر من حيث عدد المشاركين الذي وصل في هذه الطبعة إلى560  مشارك إلى أن ميزانيته تبقى الأقل بمقارنة مه المهرجانات الأخرى، كما أن المستثمرين الاقتصاديين وجهتهم نحو الثقافة عموما والمسرح خصوصا تبقى محتشمة وقال يحياوي: “ميزانية المهرجان ضئيلة ولو إشراك مدراء المسارح الجهوية في تحمل تكاليف النقل والمبيت للفرق المشاركة وتضامنهم، لما استطعنا تنظيم المهرجان بتلك الميزانية”.

19  عرض مسرحي ينافس في المهرجان الوطني للمسرح المحترف

والفرق المسرحية المشاركة في هذه الطبعة التي رفعت للفنانة نادية طالبي، مسرحية “عقد الجوهر” انتاج المسرح الوطني الجزائري، مسرحية “أنثى الجن” إنتاج مسرح مستغانم، عرض “طريق لساريج” انتاج مسرح بجاية، عرض “زهرة الرمال تنتفض” انتاج مسرح أدرار.

كما يشارك مسرح سوق هراس بعرض “الساقية.. العظماء لا يموتون”، مسرحية “أضغاث _المصير” انتاج مسرح باتنة، عرض “صرخة الأسود” انتاج مسرح عين الدفلى، مسرحية “انفصام 3D ثلاثي الأبعاد” انتاج مسرح الأغواط، “الديبلوماسي زودها” عرض من انتاج مسرح الجلفة، “تحت الأنقاض” انتاج مسرح النعامة.

وينفاس مسرح قالمة بعرض “الأسيرة والسجان”، “رأس المحنة” انتاج مسرح العلمة، “أغرافونكايان سفينة كاليدونيا” انتاج مسرح تيزي وزو، عرض “العائدون من الحرب” انتاج مسرح أم البواقي، “الثائرون” عرض من انتاج مسرح قسنطينة، ومسرحية “الإختيار المؤلم” انتاج مسرح سعيدة، أما مسرح وهران يدخل المنافسة بعرض “حجرة الصبر”.

وستتنافس هذه الفرق المسرحية على جائزة أحسن عرض متكامل وجائزة أحسن نص مسرحي وأحسن إخراج، أحسن أداء رجالي وأحسن أداء نسائي، سينوغرافيا، جائزة أحسن إبداع موسيقي وجائزة لجنة التحكيم.

تكونت أعضاء لجنة التحكيم من الدكتور لخضر منصوري مخرج وأكاديمي رئيسا، يوسف تعوينت مخرج ومؤلف مسرحي، الدكتورة دليلة نوار مخرجة وأكاديمية، وسنسبيل بغدادي مؤلف موسيقي.

الورشات.. تذكرة للتدريب والتكوين

وفتح المهرجان على غير العادة في هذه الطبعة خمسة ورش تكوينية تنوعت بين الجانب الفني والتقني، منها ورشة فن التمثيل مسرح الطفل من تأطير عباس محمد اسلام، ورشة فنيات الكتابة في عروض الفرداني (الوان مان شو) من تأطير المسرحي كعوان العمري، ورشة فنيات الأداء التمثيل المسرحي من تأطير الممثلة تونس ايت علي، ورشة مسرح الميم من تأطير المسرحي لطفي بن سبع، وورشة تقنيات تنشيط وتطوير صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للمسارح العمومية من تأطير المسرحي مراد سنوسي.

الندوات العملية تقف عند ذاكرة المسرح وضرورة الأرشفة

يشمل البرنامج العلمي بإشراف كل من الأمين العام للمهرجان بوبكر سكيني والدكتور عبد الحميد علاوي العديد من المحطات العلمية والشهادات والوقفات على السير وهي على التوالي، الندوة الأولى تهتم بذاكرة المسرح الجزائري: المسرح والثورة..” حيث تركز الندوة على تشكيل الوعي الوطني وتعزيز الهوية الثقافية، وما هي التحديات التي تواجه توثيق واستعادة ذاكرة هذا المسرح في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية الراهنة.

أما الندوة الثانية تهتم بالمسرح والقيم..” وتتناول إشكالية كيفية المسرح في أن يكون وسيلة فعالة لترسيخ القيم الأخلاقية والاجتماعية في المجتمع. في ظل التحديات التي تهدد استمرارية هذه القيم؟

اما لندوة الثالثة تتجسد في “قوة الصمت في مواجه سلطة الكلمة في المسرح الجزائري الحديث”، وتركز على الكيفية التي يوظف فيها المسرح الجزائري الحديث الصمت كأداة تعبيرية لمواجهة هيمنة الكلمة، وما هي الدلالات الرمزية والجمالية الت يعكسها هذا التوظيف في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية.

في حين تحمل الندوة الرابعة مشروع الأرشيف المسرحي.. ذاكرة الركح” وتعد احدى مراحل مشروع الأرشيف المسرحي الجزائري، بحيث تهدف إلى عرض المشروع وطرح غايات المرحلة الثانية منه، والتي تصبو إلى بناء أرضية شاملة لرصد واستقراء تجارب المسرح الوطني الجزائري والمسارح الجهوية (قسنطينة، وهران، سيدي بلعباس، عنابة).

كما يركز اللقاء على تقييم التقدم المحرز في جمع وصبانة ورقمنة محفوظات الأرشيف المسرحي، باعتباره جزءا أساسيا من حفظ الذاكرة الثقافية الجزائرية، وتتناول التحديات التقنية والبشرية التي تواجه هذا المشروع وآفاق تطويره ليشمل جميع مكونات الإرث المسرحي، حيث ستطرح محاور تتعلق بتوحيد منهجية العمل بين المؤسسات، تعزيز التعاون بين الخبراء، واستخدام التكنولوجيا لضمان استدامة الأرشيف المسرحي ونشره للأجيال القادمة.

صارة بوعياد