صدر مؤخرا، لغريد الشيخ محمد، كتاب من 235 صفحة، بعنوان “معجم المرأة”، عن دار النّخبة للتأليف والترجمة والنشر- بيروت – بلبنان، وهو مُعجم لغويٌّ متخصّص في جمع الألفاظ المتعلّقة بالمرأة في اللّغَة العربية.

قدّمت غريد الشيخ محمد في هذا الكتاب، صفات المرأة الخَلْقِيَّة والخُلُقيّة، جوانب من حياتها المختلفة، والألفاظ المرتبطة بجمالها وزينتها، وكذا الصّفات المتعلّقة بمراحل حياتها المختلفة مثل الزَّواج، الحمل، الأُمومة، والشّيخوخة.

كما تحدث فيه عن المعاني المتعلّقة بعاطفتها تّجاه أبنائها وزوجها ومَن حَولَها، إضافة إلى عُطُور المرأة ومكوّناتها، أسماء الحُليّ، مراكب النساء، أسماء الملابس وتفاصيلها وغير ذلك.

وقد اعتمدت المؤلفة، التّرتيب الألفبائيّ للألفاظ، مع شرح المعاني المختلفة للكلمة حسب السِّياق، فالكتاب دراسة لغوية، وقيمة تُضاف للمكتبة العربية، ليس فقط في مجال اللّغة، ولكن أيضا، في مجال الدراسات الثقافية والاجتماعية، فهو يساهم في إعادة إحياء الألفاظ المتعلّقة بالمرأة، ويعكس أهمّية توثيق الثقافة العربية التقليدية.

جمعت صاحبة الكتاب في “مُعْجَم المَرْأة”، مجازات كان للعرب فيها شُهرة تفرَّقَت، فجمعَت في هذا المعجم، ما يُعتبر إضافة وقيّم تعزّز فهم العلاقة التاريخية بين اللّغة والأدب.

وهذه أمثلة من المجازات التي أدرجتها الكاتبة في مُعجمها:

بعيدة مَهوى القُرْط: طويلة العنق

امرأةٌ صَمُوتُ الخَلْخالَينِ: غَليظة السَّاقَينِ لا يُسمع لهما حِسٌّ

رَيَّا المُخَلْخَلِ: ممتلئة موضع الخَلخال مِن السَّاق

امرأةٌ نُفُجُ الحَقيبةِ: ضَخمةُ الأَرداف والمآكمِ

فُلانةُ عَفيفةُ الإزارِ: عفيفة عمَّا يُحَرَّمُ عليها

امرأةٌ طاهرةُ الثَّوبِ: بَرِيئَة منَ العيب.

وأمثلة أخرى من الكِنايات:

فُلانَةُ قد جَمَعَتِ الثّيابَ، كَبرَت، لأنَّها تَلْبس الدِّرعَ والخمار والمِلْحفة

جائعةُ الوِشاحِ: ضامرة البطن

فتاةٌ لَطِيفةُ الحَشَا: هيفاء ضامرة الخصر

رَبّاتُ الحِجالِ: النِّساء

فالمجازات المأخوذة من الشعر العربي والتراث الأدبي إلى “مُعْجَم المَرْأة”، تعتبر إثراءً معرفيّا وجماليا للمُعْجَم، فالكاتبة لا تعزّز البُعد الأدبي للمُعْجَم فحسب، بل تسلّط الضّوء أيضا، على تطوّر الصورة اللّغوية والأدبية للمرأة في التراث العربي، ما يعطي للمُعْجَم طابعا شاملا يجمع بين البحث اللّغوي والأدبي، فيزيد من قيمته الأكاديمية والثقافية.

ولا بدّ من أن نذكر هنا أن تغريد الشيخ محمد، اعتمدت الكثير من المصادر والمراجع القديمة والحديثة، وكتب التّراث، والأمثال الشّعبيّة، ما يجعل معجمَها هذا موسوعة ثقافية متكاملة.