في الذكرى العاشرة لرحيله.. ورثة ماركيز يصدرون “موعدنا في شهر آب”

الأكثر قراءة

افتتاح ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد بمناسبة الشهر الفضيل
إطلاق حاضنة المدرسة العليا للفنون الجميلة "آرتي"
وهران تحتضن ندوة حول "مسرح علولة والبحث العلمي"
فتح باب الترشح للطبعة ال8 لجائزة "كاكي الذهبي" للكتابة الدرامية
افتتاح الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة
فيلم يكشف استخدام فرنسا أسلحة كيميائية في الجزائر
عرض مسرحية "الخيط الأحمر" بقصر الثقافة مفدي زكرياء
القصبة ذاكرة وطنية حية تحتفي بتاريخها
البليدة: فتح المسرح البلدي "محمد توري" في حلة جديدة
تقديم العدد الأول لمجلة "سينماتيك" بالجزائر العاصمة

تم إصدار رواية غير منشورة بشكل كامل للكاتب الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز (1927 – 2014)، لأن الكاتب سبق أن أعلن عن عمل روائي جديد في عام 1999، ثم نشر فصلاً منه في صحيفة “الباييس” الإسبانية في ماي عام 2003.

وقد ترجمه وقتذاك الكاتب العراقي نجم والي للعربية ونشره في صحيفة الحياة اللندنية، وبدا الأمر إعلانا رسميا للقرّاء، من كافة اللغات، بأن صاحب “الحب في زمن الكوليرا” (1985) يعمل على المراحل الأخيرة من رواية جديدة، وبالتالي لن تكون روايته “ذاكرة غانياتي الحزينات” هي العمل الروائي الأخير له.

ولكن وفاة ماركيز في عام 2014 بمرض الالتهاب الرئوي، ومضي أكثر من 10 سنوات على نشر فصلين فقط من مخطوطة الرواية تلك، جعل تصريح وكلائه بأن ماركيز أنهى “المسودة الخامسة والأخيرة من عمله الجديد”، مخيّبا لآمال محبيه الذين كانوا ينتظرون ذلك العمل بشغف كبير.

وقارئ هذه الرواية “موعدنا في شهر آب” سيقع في نفس الصدمة التي صادفته عند قراءته لـ “ذاكرة غانياتي الحزينات”، التي صنفها العديد من النقّاد بأنها “أخفّ” أعمال ماركيز خلال حياته الأدبية.

وأولئك النقاد يتذكّرون جيدا بأنه لا يوجد طريقة واحدة كتب بها حامل جائزة نوبل للأدب في عام 1982 جميع أعماله السابقة. فهو كتب بطريقة بوليسية تشويقيّة، مثل “وقائع موت معلن” (1981)، وبطريقة واقعيّة، مثل “ليس للكولونيل من يكاتبه (1961) و”في ساعة نحس” (1962) و”جنازة الأم العظيمة (1962).

وقد جعلته هذه اللغة أحد أكبر روّاد الواقعية السحرية أو الغرائبية في العالم، رغم أن الكاتب المكسيكي خوان رولفو (1917 – 1986) صاحب الرواية العظيمة واليتيمة “بيدرو بارامو” يُعتبر -بها- أبا للواقعية السحرية التي وسمت، فيما بعد، كتابات كُتاب عديدين من أميركا اللاتينيّة، وثبّتتها كأحد أساليب الكتابة السرديّة.

في كل الأحوال يُعتبر صدور أو نشر أي شيء من كتابات غارسيا ماركيز، سواء أكان ذلك قصة أو رواية أو مقالة أو مقابلة غير منشورة، حدثا أدبيا في كل أنحاء العالم تقريبا، وسرعان ما يُرحب القرّاء والكتّاب ودور النشر حال صدوره، ويحتل مكانته في سلم أعلى الكتب مبيعا وقراءة

موعدنا في شهر آب

في كل الأحوال يُعتبر صدور أو نشر أي شيء من كتابات غارسيا ماركيز، سواء أكان ذلك قصة أو رواية أو مقالة أو مقابلة غير منشورة، حدثا أدبيا في كل أنحاء العالم تقريبا، وسرعان ما يُرحب القرّاء والكتّاب ودور النشر حال صدوره، ويحتل مكانته في سلم أعلى الكتب مبيعا وقراءة.

ويأتي إصدار روايته الأخيرة هذه، التي ترجمها إلى العربية المترجم السوري وضّاح محمود وصدرت عن دار التنوير، واختيار الذكرى العاشرة لرحيله كمناسبة حدثا احتفلت به تقريبا كل لغات العالم.

والرواية تتحدث عن “آنا مجدلين باخ” التي، ومنذ دفن جدتها في جزيرة بعيدة عن مكان سكنها وسكن جدتها، كانت تذهب في كل عام لزيارة قبر جدتها، ووضع باقة من الأزهار على قبرها، وتقع في علاقة غراميّة في كل مرة تذهب إلى هناك، وتكتشف في النهاية، أو تُخمّن، سبب طلب جدتها أن تُدفن في تلك الجزيرة البعيدة بالذات.

كانت آنا مجدلين باخ “تقوم بتلك الرحلة في الـ16 من شهر آب من كل عام، في الساعة نفسها، مستقلّة سيارة التاكسي نفسها، مارّة ببائعة الأزهار نفسها، وصولاً إلى المقبرة البائسة نفسها تحت الشمس الحارقة، وذلك لتضع باقة من الزنابق الطرية على قبر أمها. وبعد أن تُنهي مهمّتها لا يعود لديها ما تفعله حتى الساعة التاسعة من صباح اليوم التالي، موعد انطلاق العبّارة الأولى في رحلة الرجوع”.

الرواية تتناول 5 زيارات لقبر والدتها، وفي الزيارة الثالثة تقضي ليلة غرامية مع رجل لا تعرفه، بل ولا تعرف اسمه أو مكان إقامته، وفوق ذلك يترك لها، داخل رواية كانت جلبتها معها، ورقة 20 دولارا، فتشعر بإهانة بالغة.

وفي الزيارة الرابعة تقرّر، بعد إنهاء طقوس زيارة المقبرة، البحث عن ذلك الرجل، ربّما لترد عليه إهانته. وعندما لا تجده تجد شخصا آخر فتقضي ليلة غرامية معه. ولكن ستتعرف على الرجل من شاشات التلفزيون، لأنه قاتل خطير ومطلوب للعدالة.

خلال تلك الزيارات المتكررة في كل آب تتحطّم علاقتها مع زوجها، وهما اللذان عاشا 27 عاما من تجربة الحب والزواج الناجحة. فالرواية، رغم قصرها، تتحدث عن زوجها الموسيقيّ الشهير، وولديهما، ووالديها، وعن آنا وصديقاتها والجزيرة.

في الزيارة الأخيرة يحدث لها نفس الأمر، ولكنها تقرّر أن تعود برفات والدتها معها إلى البيت، لتدفنها في مقبرة قريبة من البيت، وبعيدة عن تلك الجزيرة، التي عاشت أمها فيها غراميّاتها السرية مع رجل آخر غير زوج.

ربما أخرجت، من القبر الذي في الجزيرة، ما تبقى من والدتها، لكي لا تعيش هي تجارب غيّرت ليس فقط حياتها الزوجية، بل غيّرت شخصيتها نفسها، ولكي تعود لبيتها وولديها وزوجها الذين لم يعلموا أيّ شيء عن غراميّاتها المرتجلة في تلك الجزيرة في كل عام تذهب فيه إلى ذلك المكان.

بعملها هذا، وهو نقل رفات والدتها وعدم وجود قبر لها في تلك الجزيرة، تقوم الابنة بتحطيم عنوان الرواية “موعدنا في شهر آب” والاستغناء نهائيا عن أداء دور أفرزته حياة وسيرة والدتها، ولم يكن بقرار شخصيّ منها، وبعد تلك الزيارة ما عاد هناك موعد في كل آب من كل عام.

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x