نظمت وزارة الثقافة والفنون اليوم فعاليات ملتقى الجزائر الدولي الأول حول “التراث الثقافي المغمور بالمياه”، الذي يصادف تاريخ مصادقة الجزائر على اتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” 2001 والمتعلقة بحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه والمؤرخة في 26 فيفري 2015.
جمع اللقاء نخبة من الخبراء والمختصين سيبحثون إلى جانب مقاربات الحماية والتثمين، آليات ناجعة قصد بلورة تصور استشرافي ومخطط وطني عملياتي وفقا للمرجعيات الدولية المعمول بها والمنسجمة مع ذات الاتفاقية.
ومن الأهداف التي يسعى إليها الملتقى والمتمثلة في وضع خطة وطنية تنفيذية في مجال البحث و تحديد المؤشرات والنقاط المرجعية لتأطير الحماية والتثمين وفقا لمبادئ ومرجعيات اتفاقية 2001 عبر تطبيق مناهج البحث والاستكشاف الحديثة، وكذا وضع الخريطة الأثرية للتراث المغمور بالمياه كأولوية وطنية وعملية استعجالية لاستكمال الخريطة الأثرية الوطنية الشاملة.
وفي كلمة للوزيرة عن الحدث قالت: “عرف مجال البحث في التراث الثقافي المغمور بالمياه في بلادنا خلال السنوات الأخيرة تطورات ملموسة من حيث المفاهيم الكبرى التي تؤطر مناهج البحث والاستكشاف الميداني والتكنولوجية المستعملة في مختلف مراحل الاستقصاء والصون والتثمين، فقد أولت الدولة الجزائرية اهتماما خاصا بهذا الإرث الثقافي، ومباشرة بعد المصادقة على اتفاقية 2001، تم تعيين قيادة القوات البحرية الجزائرية (وزارة الدفاع الوطني)، بوصفها الجهة المخولة باستلام المعلومات المتعلقة باكتشاف التراث الثقافي المغمور بالمياه الموجود في المنطقة الاقتصادية الخالصة”
أضافت الدكتورة مولوجي: “لقد تمت في شهر أوت من سنة 2022 أول عملية بحث واستكشاف ومسح أثري دولية مشتركة في أعالي البحار تحت لواء اليونسكو وذلك بمشاركة الدول التي عبرت عن اهتمامها بهذا الإرث المشترك وفي مقدمتها الجزائر، تونس، إيطاليا، فرنسا وغيرها من الدول وعرفت هذه البعثة العلمية الرفيعة المستوى مشاركة الجزائر بباحثين من المركز الوطني للبحث في علم الآثار والذي كان قد سبق له تسجيل مشروع بحث وطني لإعداد الخريطة الأثرية الوطنية للتراث الأثري المغمور بالمياه.”
وأشادت بقولها: “إن قطاعنا الوزاري وبتوجيهات مباشرة من السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يبذل قصارى جهده لحماية التراث الثقافي الوطني، خاصة وأنه كثيرا ما يتعرض لمحاولات النهب والاتجار غير المشروع، وعليه، فإنه وفي إطار هذه العناية الرفيعة ندعو كل الفاعلين في المجال إلى ضرورة تفعيل وتسهيل كل الإجراءات اللازمة للشروع في العمل الميداني بالتنسيق مع كل القطاعات والهيئات ذات الصلة”