شاركت جمعية “فكرة أمل” الثقافية من البيض بمنودرام “الاستفهام” تمثيل ونص لمحمد الأمين بن علال، إخراج خالد حبيبي، أمسية الأربعاء، في إطار المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته 16، خارج المنافسة بقاعة حاج عمار.
ويجري نص العرض الذي جاء في قالب مسرح داخل مسرح حالة الفن والفنان في عشرية سوداء مضت، طرح فيها سؤال كبير من يقتل من في الجزائر؟ في إحالة إلى وضع الفنان الجزائري الذي لا يقتل لا بالسكين ولا بالرصاص وإنما بالحبل، وهو حبل المشنقة الذي علق ركحيا.
وفي مشهد تمثيلي وفي إضاءة خافتة يتوجه الممثل إلى حبل المشنقة للانتحار، لكنه يعود للوقوف على الخشبة من جديد، لينتهز فرصة غياب الممثلة ويبرز موهبته في التمثيل.
تطرق كاتب النص إلى بركة الأولياء الصالحين ذاكرا سيدي بومدين، لالا سيتي، والحاجة مغنية، كما طلب من الجمهور السكوت وأن لا يتحدث ليكون محبوب ليقتل بعدها، هي كلمات لها دلالتها ورمزيتها في فترة كان كل من يتحدث اليوم يرحل عنا في الغد، وهي مقاربة سياسية لنظام سابق في الجزائر.
تقلد الممثل العديد من الشخصيات منها البهلوان يبرزها أكثر في لباس البهلوان وشخصية الديوان يبرزها أيضا بلباسها، وقد وضف موسيقى الديوان إلى جانب أغاني حسني.
في العرض “الاستفهام” الذي دام (30 د) تم توظيف مشهد يقول فيه الممثل “إجري..إجري” المعروفة للفنان صيراط بومدين، لكن الممثل قرر أن لا يجري وإنما يركب الدراجة النارية، واختياره لهذه الأخيرة عن الركض له دلالة إلى عقلية المجاملة للوصول إلى القمة، وهي معروفة في الغرب الجزائري حسب ما صرح به الممثل.
لعب الممثل دور الفنان وسرد على مسامع الجمهور حكاية أصدقاه أمثال حسني، عبد القادر، وعبد الرحمن وصونيا، وهي إشارة إلى مكيو، وكاكي، وعلولة كتكريم لمسرحيين خلدتهم ذاكرة المسرح.
للعلم أن الممثل توج بأحسن ممثل مناصفة بالمهرجان الوطني للمونولوج والفنون المسرحية بتندوف، عن مونودرام “الإستفهام”.