عرضت مسرحية “تحوسية” للتعاونية الثقافية آية ملاك للمسرح والفيديو، إخراج مراد خان، نص سيد علي بوشافع، بمسرح الجزائر الوسطى، مساء الاثنين في إطار العروض خارج المنافسة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته 16 المرفوعة لتكريم قامة من قامات المسرح الجزائري الممثل فيلسوف المسرح “سيد أحمد أقومي”.
تطرق كاتب النص سيد علي بوشافع إلى عدة مواضيع أهمها وضعية الفنان وحرية المرأة، الفنان الذي لا يتم تكريمه إلا بعد ايصاله إلى مثواه الاخير في أغلب الحالات، فكما يقول المثل “كي كان حي كان مشتاق تمرة وكي مات علقلوا عرجون”.
يروي الفنان خان حالة الفنانين ركحيا في رؤية اخراجية تلامس قضية الفن والفنان الذي يعيش على أمل الوصول إلى النجومية، وفي مسلك هذا الطريق منهم من يعيش جنون الفن ومنهم من يسكنه الجنون (تمثيل دور الفنان أمين بوسعد).
الموضوع الأبرز في النص أيضا قضية المرأة وادعاءاتها بالحرية التي تفوق استوعاب الرجل، بطلب التساوي بين الجنسين، أو ما يعرف بجندر المرأة، حيث العرض بدأ بثنائية بين علي وزوجته حنان والحديث عن المرأة ومكانتها في البيت أو في الخارج، وقضية الفنان التي تسرق منه أيامه ويشيخ فنه في أخر أيامه.
موضوع الفنان موضوع تناوله الكثير من المسرحيين ركحيا، والحديث عن قانون الفنان طاله الزمن ليتحقق بعد نفس طويل، فهناك من كثر حديثه عنه ورحل إلى دنيا الأخيرة بدون رؤية ملامحه، ليتحقق المطلب بعد سنين وتظهر بوادره برفقة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي بإرادة سياسية واضح.
في قالب كوميدي كانت وصلات فكاهية تفاعل الجمهور معها فضحك مطولا، وبعض المشاهد تبكي حالة الفنان في قالب تراجيدي، هنا تنقطع أنفاس الجمهور الذي يتابع مجريات العرض المسرحي باهتمام وتركيز كبيرين.
حنان (لويزة نهار) زوجة علي (مراد خان) تتأثر بحرية المرأة والمطالبة بالمساواة بينها وبين الرجل، وتتخذ في أخر العرض قرار مغادرة المنزل وترك زوجها لتلتحق بركب النساء المتحررات في ذهنها. وهنا نجد كاتب النص سيد علي بوشافع كان يستطيع أن يتخلى عن هذه الفكرة ليدرجها في مسرحية لوحدها لأنه موضوع مهم يحاكي الكثير من الزوايا.