في (90) دقيقة شاهد جمهور المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته 16 عرض “استراحة المهرجين” للمسرح الجهوي قسنطينة سهرة الأحد، إخراج وحيد عاشور ونص للكاتب الراحل نور الدين عبة، ترجمة علاوة وهبي جروة.
“استراحة المهرجين” عنوان يحيي بالكثير من الرمزية، وخو العرض الذي انتج في إطار الاحتفالية بستينية الاستقلال، فتعكس فيها المفاهيم من الفرح إلى الحزن، ومن الابتسامة إلى الدمعة، وكيف لا وهي بوابة المسرح التي تتغير ألوانها بدماء وصراخ وطلبا للنجدة.
نص “استراحة المهرجين” علامة استفهام وضعها الكاتب عبة في نص مركب في شخصيات تتغير ملامحها بين مشهد وأخر، وتسرد حقيقة دفع حقها شهداء الجزائر سقطوا من أجل تحرير الوطن ولم يعترفوا للمستعمر الفرنسي رغم التعذيب الشديد لهم، نسج حكايتها من واقع معاش حيث كان المسرح الجهوي العلمة حاليا في ظاهره مسرحا وبأسفله ثكنة عسكرية ليكن بذلك سابقا مركزا للتعذيب.
يقول شخصية ريدسون أو رشيد في “استراحة المهرجين”: “الصمت يخيفكم، الصمت سضع الشك بداخلكم.. كلما صمت الجزائريون تحت تعذيبهم يبرهنون بأننا نحن الجزائريين حقا على حق وقضيتنا رابحة لا محالة..”. لكن السؤال الذي يطرح نفسه مع نهاية العرض لماذا اعترف المجاهد بمكان القنبلة لإنقاذ السيدة الفرنسية من الموت، وهنا بالتحديد انقلبت جميع الموازين.
وفي الجلسة النقدية الخاصة بالعرض المسرحية قال الأكاديمي والمهتم بالفن الرابع محمد أمين بحري، أن العرض يندرج ضمن مسرح البسيكودرام الذي يتميز بالهدوء والحس النفسي، والانسيابية في الموسيقى، رغم وجود راتبة في العرض، حيث قدم العرض حسبه برتابة الأسلوب، بمعنى تقديم العنف بشكل عنيف، والخطوط بشكل خطي، والدائرة بشكل دائري وهذا ما لا يجوز أن يكون في المسرح.
كما أشار بحري إلى نقطة مهمة في عرض “استراحة المهرجين”، أنه وبالرغم من تحول الشخصيات وبقاء العرض على نفس الايقاع، تبقى الانقلابات الدرامية الشيء المميز في العرض، وكمثال نجد المجاهد الذي اعترض عن البوح بالسر الخاص بتواجد القنبلة ويكشف السر في النهاية لإنقاذ السيدة الفرنسية التي تتحول في شخصيتها من مساندة لضباط الفرنسيين إلى الوقوف مع المجاهد لإنقاذ حياته، وشخصية المختار التي تبدوا بسيطة ومقيدة وذو قيمة أدنى تتحول إلى شخصية قوية ترفع السلاح في وجه العدو، في حين يبقى المهرجين شخصية الدموية.
مبرزا بحري أن الاعتراف جاء على يد المعذب أولا وليس المجاهد السجين صانع القنابل، فعاد الجلاد يعترف، متسائلا في ذات السياق لماذا اعتراف المجاهد بمكان القنبلة حيث قال “حين تم تهديده باسم الجزائر لم يعترف ومن أجل فتاة فرنسة اعترف”.
صارة بوعياد
cialis online in canada
cialis online in canada