إيشو”… رقصة الموت المنتظر

الأكثر قراءة

افتتاح ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد بمناسبة الشهر الفضيل
إطلاق حاضنة المدرسة العليا للفنون الجميلة "آرتي"
وهران تحتضن ندوة حول "مسرح علولة والبحث العلمي"
فتح باب الترشح للطبعة ال8 لجائزة "كاكي الذهبي" للكتابة الدرامية
افتتاح الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة
فيلم يكشف استخدام فرنسا أسلحة كيميائية في الجزائر
عرض مسرحية "الخيط الأحمر" بقصر الثقافة مفدي زكرياء
القصبة ذاكرة وطنية حية تحتفي بتاريخها
البليدة: فتح المسرح البلدي "محمد توري" في حلة جديدة
تقديم العدد الأول لمجلة "سينماتيك" بالجزائر العاصمة

يفتتح المسرح الجهوي شباح المكي بسكرة المنافسة بالمهرجان الوطني للمسرح
المحترف في دورته 16، بمسرحية “إيشو” إخراج عبد القادر عزوز، ونص عقباوي
الشيخ، تصميم وأداء كوريغرافي يوسف مفتاح، تأليف الموسيقي عبد القادر
صوفي، سينوغراف يوسف عابدي، في حين كان محمد أمين بحري المستشار الفني
للعرض.

إيشو” أو الخداع بالأمازيغية الترقية، إيشو” الذيي يجسد طقس “شايب
عاشوراء” والتي تعد احتفالية من الذاكرة الشعبية الجزائرية مرتبطة بأهلنا
في الجنوب، توزعت فيه أدوار الممثلين من ربوع الوطن من جنوبه إلى شماله
وهذا واضح في اللهجة التي اختلفت فوق الركح وتبرز أن الجزائر قارة
ثقافية، وأن الطقوس والاحتفالية الخاصة بـ “إيشو” هي ظاهرة ثقافية شعبية
جزائرية يتشارك فيها كل الجزائريين.

قبل رفع الستار عن العرض الأول للمنافسة انبعثت رائحة البخور وكأن مخرج
العرض عزوز عبد القادر يجهز الجمهور لخوض غمار الفرجة معه ويقطع تذكرة
عبر الزمن مرورا بأسطورة “إيشو” التي استوحت فكرته من الموروث الثقافي
“شايب عاشورة” وفي ساعة وربع ارتحلنا إلى عالم الطقوس والفرجة.

احتفالية “إيشو” عبارة عن رقصة ترمز للخير والفرح عند البعض، فتوزعت في
العرض العديد من المشاهد الكوريغرافية التي جاءت في ضوء الفرجة
والاحتفالية، تبدأ الحكاية بين قبيلتي الحدادة والعمامدة المتعاديتان رغم
قربهما الدموي، ولكن في زمن كثر فيه البطش والخداع من أجل الكرسي، ومن
يكون الوريث القادم، ومن هي الشيخة التي تحكم القبيلة، ليكون في النهاية
“إيشو” ما إلا رقصة الموت المنتظر.

وتتميز استعراضات شايب عاشوراء التي تقام عادةً عقب صلاة العشاء بمشاهد
بهيجة تمتزج فيها الرقصات بالحضور القوي للموسيقى التقليدية، كما تتخلل
عروض شايب عاشوراء، ضربات البندير والأهازيج الشعبية. ويطوف الممثلون كل
أحياء المدينة بطبول وايقاعات وحركات وتعابير فنية، لتبدأ الاحتفالات
ليلاً وتستمر إلى وقت متأخر، ويعتمد شايب عاشوراء على ابراز الصراع
الأبدي بين الخير والشر، وهو ما تم نقله سهرة السبت بالمسرح الوطني محي
الدين باشطارزي عبر عرض “إيشو”.

تدور الحكاية ما بين الشيخة حسنة من قبيلة العمامدة والشيخ ابراهيم من
قبلية الحدادة زوج أختها رقية التي فقدت عقلها وادعت أنها “شمة” التي تشم
رائحة الكره ورائحة الخبث والكذب والخداع قبل وقوعهم، في ذلك اليوم
الموعود بالرقص والاحتفالية، لتكون نهايته تراجيدية بعد خسران الطيب
حبيبته مريام ابنة خالته رقية، ويأتي اسم مريام تيمنا بالعطاء والتمسك
بالأرض.

جسدت دور “شمة” وهيبة باعلي التي تظهر ركحيا وهي تبذل مجهودا كبيرا فوق
الركح، وهي التي عودت الجمهور على مثل هكذا أدوار مثل مونودرام “ريق
الشيطان”، أما دور الشيخة حسنة عاد للممثلة حورية بهلول التي تتنوع في
أدوارها وشخصيتها في كل عرض مسرحي.

جاء النص “إيشو” لعقباوي الشيخ، معالجة درامية لهشام بوسهلة مكللا
بالشعرية، وبالاحتفالية يسرد حكاية موروث ثقافي ضارب في التراث الجزائري
العريق قديما، في رمزية للخذلان والخيانة وفقدان الثقة في عالم موحش يعيش
ضد مبادئ الإنسانية.

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x