اشتهرت حرائر الجزائر منذ القدم بأنامل ذهبية تبدع في مجال الصناعات اليدوية بحب وشغف، تضم مختلف الفئات العمرية ومن مناطق مختلفة من الوطن التي بقيت تتوارث من جيل لآخر للحفاظ على التراث العريق وإبراز جماليته، غيرتهن على تراثهم جعلتهم يعقدون العزم لإحيائه من جديد حيث لم تكن منازل الجزائر تخلو من مهن يدوية كثيرة مارستها النساء وسمحت لهن بالمشاركة في توفير مصاريف المنزل.
تحت شعار “بصمات بأيادي حرفية ” احتضن قصر رؤساء البحر(حصن 23) المعرض بهدف الترويج للمنتوج الجزائري والحفاظ على الطابع التقليدي للصناعات المحلية وكذا إعادة إحياء التراث الجزائري، ضم المعرض نحو 17حرفية في مختلف المجالات اللباس التقليدي، الشبيكة، الحلي، الرسم على المحامل، حبك الخيط أو كما يقال الكروشي وغيرها من الحرف
عبير خليفي على الرغْم المرض عقدت العزم لتحقيق حلمها
يقال أن الارادة الصادقة للإنسان تشبه قوة خفية تسير خلف ظهره وتدفعه دفعا للأمام على طريق النجاح وتتنامى مع الوقت حتى تمنعه من التوقف أو التراجع، وهذا ما فعلته الشابة عبير بالرغْم معاناتها مع متلازمة داون إلا أنها لم تستسلم وقررت المضي قدما لتحقيق حلمها الذي لا مادام سعت إليه
عبير الفتاة الشابة البالغة من العمر 22 سنة حرفية مختصة في الرسم على الزجاج وجميع المحامل واللوحات للطابع الزخرفي الفني المصور في لوحاتها الغنية، التي تظهر شغفها وميولها للفن الحي في قالبه التقليدي الذي يحاكي الإصابة ويصور فخامة الثقافة الجزائرية
عبير تعد واحدة من ذوي الإرادة و العزيمة شغفها وحبها للرسم جعلها تبدع في عملها وتتفنن فيه بكل اتقان، فبالرغم من كونها من فئة ذوي الهمم إلا أنها تسعى لتحسين مهارتها الفنية وتنويعها من أجل دعم فرصها في ولوج عالم الشغل وتحقيق مورد مالي ثابت
“أمي كانت الحافز والداعم الأول في حياتي”
صرحت عبير في لـ “هنا الثقافة” أن أمها كانت الحافز والسند لها والداعم الأول في مسارها، مما أكسبها ثقة في نفسها وزادها إرادة وإصرار للمضي نحو الأمام، كما عبرت عن اعجابها بهذا المعرض وانبهارها من عدد الزوار الذين أقبلوا على إبداعاتها وإعجابهم بحرفتها ومدى إتقانها لها
وفي ختام حديثنا معها شكرت أمها التي مادام آمنت بقدراتها، وكذا رئيسة جمعية “عبق الياسمين” السيدة غنية رابحي على منحها فرصة المشاركة في المعرض.
سهيلة فرحون