أبدعت يمينة مرزاق حرفية مختصة في الرسم والزخرفة على كل المحامل الزجاجية، بأناملها الراقية وقدمت لنا مجموعة من الأشكال والتصاميم مختلفة بألوان زاهية، تعكس عراقة تراثنا وطبيعة بلادنا، كونها تسعى من خلال حرفتها أن تظهر الحرفة التقليدية الكبيرة التي تزخر بها بلادنا، وعلى هامش المعرض الذي قدمته بقصر رياس البحر (حصن 23) كان لنا معها هذا الحِوَار
حاورتها : نسرين شبلال
من هي الحرفية يمينة مرزاق؟
مرزاق يمينة حرفية مبدعة في الرسم على الزجاج، كنت أعمل في وزارة التجارة ولم أكتشف موهبتي إلا عند التقاعد.
كيف كانت بداياتك في هذا المجال؟
حسنا، أقول عن بداياتي أنها كانت موفقة لحد ما لأنها لا تقتصر على العمر فقط، بل حتى على المهارات والناس الذين يثقون في إبداعاتك ومن هنا كانت أول خطواتي عندما التقيت بامرأة سورية، أخذني حينها الشغف للتعرف على هذا المجال الذي سحرني بجمال رسومها ودقتها، فبدأت بالتكوين في المؤسسات الحرفية التي تعلمت فيها معنى العمل الجماعي والروح الإبداعية فطورت نفسي شيئا فشيئا
هل حظيت بمشاركات أخرى في المعارض؟
أكيد، كان لي حظ أن اكون من حرفيين معرض القصبة الجزائرية، ولا ننسى أيضا معرض حسين داي بالجزائر العاصمة أيضا، وتعد هذه المشاركة الثالثة بقصر رياس البحر (حصن 23)، بصفتي عضو في جمعية “عبق الياسمين” قيد التأسيس لنحيي تراثنا الجزائري.
ما هي الأدوات التي تستعملينها في هذه الحرفة وهل هي متوفرة؟
حرفتي هي الرسم فأنا أعتمد على الريشة للرسم و الألوان للتلوين وأكيد الزجاج وهو المادة الأساسية بمختلف أنواعه الزجاج الفخاري، العادي، السيراميك، وفي الجزء الثاني من سؤالك المتعلق بالوفرة المواد سأجيب بنعم لكن بحسرة لأنها غالية الثمن، فمثلا مواطن الطبقة المتوسطة يشتريها بصعوبة لغلائها لذلك يتعجب المشتري عندما يكون ما صنعناه باهض نوعا ما.
إلى ما تميلين إليه أكثر في الرسم؟
في الحقيقة أنا اطمح في أن اُظهر للجميع تقاليدنا في 58 ولاية، وعليه في هذه المدّة أميل إلى رسم النساء بالزي التقليدي الجزائري كالحايك، الجبة القبائلية، الزي القسنطيني، وعلى بالرغْم كل هذا سيبقى الشغف ينتقل بنا من صورة إلى أخرى فمثلا في الأيام الفارطة كنت أميل إلى الرسم على الفخار فقط وقبلها على المرآة، إن إلهام الفنان يتغير في كل مرة إذا لا يمكنني لأن أميل لمجال معين في هذا الفن فلكل رسم لها تجربة خاصة.
ما هي الصورة التي رسمتها من قبل ولم تفارق ذاكرتك؟
لحسن الحظ هي موجودة هنا في المعرض وهي رسمة زجاجية على المرآة دائرية الشكل تحديدا وعلى حوافها زخارف متنوعة الأشكال والألوان، هذه هي صورة الذاكرة لأنها تذكرني بالمرأة السورية التي حدثتك عنها سابقا.
هل هناك إقبال على هذه الحرفة أم هي في طريق الاندثار؟
في السنوات الأخيرة نشهد إقبال كبير للزوار حتى للمشترين لأننا أصبحنا نضفي لمستنا الخاصة ولم نتنكر لتقاليدنا، حيث أصبحت تقليدية بنكهة عصرية، كما أصبحنا نوفر ما يطلبه المقبلين كالهدايا الشخصية، بمعنى يستطيع المشتري أن يطلب هدية على حسب اختياره للرسم والمادة وهنا تكون أريحية أكثر للزبون والحرفي لأنه يمكنه أن ينفذ رغبته بكل إبداع.
ماهي الرسالة التي تقدمينها لشبابنا اليوم؟
تحمل الجزائر في جعبتها جملة من الموروثات التي هي في طريق الاندثار فنحن كحرفيين علينا أن نعممها ونحييها من جديد، كما لابد من العمل على إيصالها إلى كل ربوع الوطن حتى العالم، وهنا يكمن دور شبابنا الصاعدين في أن يتوارثوا هذه المهنة الشريفة من أجدادنا فهي تثمل ثقافتنا وهويتنا، ولا يجب لا أن نتركها تتنسب لبلدان أخرى فتصبح الجزائر بلا تراث.