استحضر النادي الجزائري الخط العربي والزخرفة بالنسيق مع مركز الفنون والثقافة بقصر رؤساء البحر (حصن 23)، مسيرة الخطاط الجزائري كريم بالجي رحمه الله، في معرض شامل للوحاته الفنية في الخط العربي تخليدا لذكراه، إلى جانب لوحات لفناني النادي الجزائري ابراهيم شبايكي ومحمد بن قانيف اللذان يعتبران أحد أعمدة الخط العربي.

سهيلة فرحون

يقال: تعلم قوام الخط ياذا التأدب*** فما الخط إلا زينة المتأدب

كريم بالجي خطاط جزائري موهوب يعتبر من أبرز الخطاطين في العالم العربي يتميز بأسلوبه الفريد والابتكاري في الكتابة، بدأ مسيرته في التسعينيات حيث اهتم بالخط منذ صغره وواكب حبه لهذا الخط العربي كل مراحل دراسته، أين واصل تكوينه على يد الشيخ الكبير محمد شريفي الذي كون جيلا من الخطاطين في الجزائر.

صمم بالجي شعار النادي الجزائري لفن الخط العربي الذي تأسس سنة 2019 بالإضافة إلى الملصقات التعريفية بمرافقه وكان أحد أعضائه المؤسسين حيث اهتم تكوين الأطفال والشباب في هذين الفنين.

وعرف كريم بالجي بقوة رصيده في هذا الميدان اختص في خط الثلث وكذلك النسخ وله عدة محاولات في الخطوط الأخرى الذي برع فيها هي أيضا، كما شارك في تنظيم مسابقات وطنية ومشاركات دولية فكان في آخر مسابقة عضوا في لجنة التحكيم.

أعماله وإنجازاته

شارك بالجي في معرض الخطاط مولاي عبد الرحيم عضو في النادي المنظم للتظاهرة بأعمال ذات قيمة فنية كبيرة حيث نال عدة جوائز وحاز على المرتبة الثالثة عالميا في خط النسج، ومن بين لوحاته “جمعة مباركة” التي خطها بشكل عفوي ولوحة “منى نستريح من وحش الحبايب؟” التي كتبها بالمزج بين خطي الثلث والنسخ.

كما كتب لوحة “آه يا بلادي” بخط النسخ ولوحة “دعاؤكم الصالح” بخط الثلث، أما بالخط الديواني له أكثر من لوحة بالإضافة إلى لوحة “أدفع بالتي هي أحسن “التي شارك بها في مسابقة وطنية للخط العربي سنة 2020.

شهادات في حق الخطاط كريم بالجي

قالت المهندسة المعمارية ورئيسة قسم الزخرفة بالنادي الجزائري للخط العربي والزخرفة أمال ضيف الله لـ هنا الثقافة “إن المعرض احتوى على 46 لوحة فنية للخطاط كريم بالجي رحمة الله عليه، كانت أغلبها غير مكتملة المضمون حيث بدأ الراحل بإنجازها وخطط لاستكمال محتواها ووضع اللمسات الأخيرة عليها غير أن قضاء اللّه سبق، وعليه تمت زخرفتها بدقة وعناية من طرف أعضاء النادي تكريما له وعرفانا بمجهوداته الغنية التي تصف سيرته واسهاماته في إحياء ثقافة الخط العربي”.

وأشارت ضيف الله أن يوم الفن الراقي والجميل – الخط العربي والزخرفة الإسلامية – يتعبر هوية الحضارة الإسلامية والعربية.

وأكدت على أهمية تثمين هذا الفن العريق في جانبه الثقافي الجزائري بواسطة تعميم المعارض الفنية والتعريف به كفن راقي بتقنياته وأدواته.

وأوضحت أن العَلاقة التكاملية بين فن الخط العربي والزخرفة الحية بألوانها وتفاصيلها التي تمزج في مضمون ورسالة الخط العربي، مشيرة في ختام حديثها للفن التخطيط الذي يعد فن عتيق جدا اشتهر في تزيين المصاحف في وقت مضى، ليستقل حديثًا بذاته ضمن الفنون الإسلامية الدقيقة التي تعتمد على الوحدات الزخرفية النباتية والهندسية الأصلية الخالية من كل التشكيلات الحيوانية والإنسانية، بهدف الإبقاء على الطابع الإسلامي المحض الذي يختص في تزيين المصاحف وكتب السيرة والأحاديث النبوية.

رئيس النادي الخطاط محمد بن قانيف: بالجي قامة في الخط العربي

كما صرح رئيس النادي الخطاط محمد بن قانيف لـ “هنا الثقافة”: “إن الراحل كريم بالجي قامة من قامات الخط العربي بالجزائر، كما كان من أعز تلامذة الخطاط شريفي الذي أجازه عام 1442هجري مؤكدا فخره به”.

وفاته

توفي رحمة الله عليه بعد طول صراع مع فيروس كورونا في 27ديسمبر 2021عن عمر ناهز 47سنة لتفقد بها الجزائر أحد أبرز أعمدة فن الخط العربي الأصيل، تاركا خلفه مسيرة فنية حافلة بالأعمال الابداعية وأمشاقا ودروسا تبقى خالدة في ذاكرة كل من تتلمذ على يديه.

سهيلة فرحون