صرح الروائي حمزة قريرة لـ”هنا الثقافة” أن الأدب والكتابة بشكل عام كغيرها من المجالات حاولت دخول العالم الرقمي لتحقيق مقروئية أكبر، ومن أجل إنتاج جماليات أخرى لا يتوفر عليها في نسختها الورقية، وأمام هذه الأسباب وغيرها ظهر ما عُرف بالأدب التفاعلي وهو الأدب المنتج والموجّه عبر الوسيط الإلكتروني، مستفيدا من مختلف الصياغات التي ظهرت في النص الشبكي والمتفرع بنسقيه السلبي والإيجابي الذي يمنح المتلقي فرصة المشاركة في بناء النص .
إضافة إلى الصور وظّف الكاتب أنماطا أخرى مثل الفيديو والموسيقى عبر دمجها مع النصوص وتحضيرها ببرمجيات خاصة، وبعد جمعها يتم طرحها في المدونة في مواقع محددة سلفا وفق رؤية إخراجية معيّنة، ويكون الطرح إما داخليا عبر رفعها في موقع خاص، أو عبر رفعها إلى اليوتيوب ومنه يتم إشراكها في المدونة وهي الطريقة الأفضل لتحقيق نسبة تفاعل أكبر.
وفي ذات السياق أضاف صاحب “الزنزانة 6”: “إن الجانب البرمجي: وهو الجانب الجامع بين أجزاء الرواية ومن خلاله يتم طرحها على الأنترنت ، أما الجانب التفاعلي فهو الأكثر أهمية لأنه يُظهر حضور المتلقي العربي في شكله التفاعلي الإيجابي”.
كما أشار إلى أن مسارات النصوص داخل المدونة مفتوحة وغير منتهية فهي تمثّل النص الذي لم يولد بعد، إنها تمنح المتلقي فرصة ليكون منتجا حقيقيا لا مجرّد مستهلك وعابر للنص، حيث تأخذه بشكل حر وفي كل الاتجاهات، كما تمنحه فرصة الإضافة والتعديل.
وأوضح الكاتب أن الأدب التفاعلي في جوهره أدب لكنه متّحد بالتقنيات الرقمية، مما يتيح له الخروج عن البعد اللغوي مستثمرا كل الطاقات التعبيرية والرمزية في العلامات غير اللغوية كالصور والأصوات والألوان وغيرها مما تتيحه الوسائل الرقمية كمساند للنص اللغوي وأحيانا كعنصر رئيسي في النص والعرض.
وبهذا يتكوّن العمل الأدبي في المجال التفاعلي أي الرقمي من مكوّنات مختلفة تبدأ من اللغة إلى العلامات غير اللغوية والوسائط المتعددة، ويجمع هذا كله الجانب البرمجي، ليُتوّج العمل بتفاعل المتلقي الذي يعد الحلقة الأهم في التفاعل الإيجابي.
ويرى قريرة أن حضور التجربة الرقمية عربيا مازال محدودا في مجال الرواية التفاعلية والرقمية، لعدة أسباب أهمها عدم تمكّن المتلقي العربي من التحرّر من قيد الورقية وسلطة الملكية من طرف المبدع، كذلك عدم اقتناع الكثير من المبدعين بضرورة اقتحام المجال الرقمي وتخوّفهم من خسارة الملكية الفكرية لأعمالهم.
نسرين شبلال