يكشف الممثل المسرحي مختار زعيتري في هذا الحِوَار لهنا الثقافة كواليس دوره في مسرحية “أل عباس” ورحلة تتويجه بجائزة علي معاشي، ما بين التحديات والصعوبات يصنع حلمه من الهواية إلى الدراسة، ومن الدراسة إلى التتويج.
حوار: رشدي عومار
كيف تعرفت إلى مجال التمثيل وما الذي جذبك إليه؟
بدأت اهتمامي بمجال التمثيل منذ صغري، كنت أعشق المسرح وكانت لدي رغبة قوية في أن أكون جزءًا من هذا العالم السحري. كانت لدي فرصة الالتحاق بمدرسة آفاق الجزائر الثقافية بالأغواط تحت قيادة الأستاذ المكون عيسى حديد سنة 2007 إلى يومنا هذا. بدأت بالمشاركة في المسرحيات للأطفال والمسابقات الثقافية تحصلنا فيها على عدة جوائز فردية وجماعية أهما جائزة أحسن ممثل وكانت تجارب ممتعة ومثيرة للاهتمام كنت أستمتع بالتحضير للأدوار والتعبير عن الشخصيات المختلفة وتجسيدها على خشبة المسرح.
مع مرور الوقت أدركت أن التمثيل هو وسيلة فريدة للتعبير عن الذات واستكشاف العواطف والمشاعر المختلفة، كنت أجد السعادة والتحسين في التعبير عن الشخصيات المعقدة وتجسيدها بطريقة تلامس الجمهور. إضافة إلى ذلك، كنت أستمتع بالتحديات الفنية والإبداعية التي يقدمها المجال، حيث يمكنني استكشاف مختلف الأدوار والأنماط الفنية وتطوير مهاراتي الفنية.
من هواية وشغف في التمثيل إلى دراسته كيف جاء هذا القرار؟
بعد أن أدركت شغفي بالتمثيل ورغبتي في متابعة هذا المجال، قررت أن أتبع مسارًا مهنيًا فيه، قررت أن أسعى لتحقيق حلمي في مجال التمثيل والعمل على تطوير مهاراتي والتعلم من المحترفين.
التحقت بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري واخترت الاختصاص في مجال فن الممثل، بدأت بالتدريب والدراسة لتطوير مهاراتي في التمثيل والتعبير الجسدي والصوتي. حضرت دورات تدريبية وورش عمل، وشاركت في عروض مسرحية وأفلام قصيرة، وكل ذلك ساهم في تطوري ونموي كفنان داخل أسوار المعهد.
مسرحية “أل عباس” لها تأثير قوي على الجمهور ماذا يمكنك أن تخبرنا عن دورك في هذه المسرحية وكيف استعدت لهذا الدور المهم؟
مسرحية “أل عباس” هي عمل فني رائع يترك تأثيرًا قويًا على الجمهور، دوري في هذه المسرحية يعتبر مهمًا ومحفزًا لي. وذلك يتطلب تحضيرًا مكثفًا بقراءة النص المسرحي عدة مرات وتحليله بعناية لفهم شخصية الدور ومحاولة الدخول في عقلية الشخصية، ولتجسيدها بشكل ممتاز قمت بدراسة خلفية الشخصية وتاريخها وعلاقتها بالشخصيات الأخرى في المسرحية.
بالتعاون مع المخرج شوقي بوزيد وفريق العمل لفهم رؤيتهم للدور والمساهمة في تطويره بتدرب على التعبير الجسدي والحركات المناسبة للشخصية، والتركيز على التفاصيل الصغيرة التي تعبر عن شخصيتها، بتطوير الصوت واستخدام اللغة الجسدية لإيصال العواطف والمشاعر التي يجب أن تعبر عنها الشخصية.
استغرقت الاستعداد للدور وقتًا طويلاً وجهدًا كبيرًا. بالتدرب على الأداء المسرحي والتجارب المتعددة لتطوير الشخصية وتحسين أدائي. وأنا إلى ذلك بالتحضير النفسي للدور بإجراء التركيز على الهدف الذي أريد تحقيقه بممارسة الشخصية.
كيف تستشعر العَلاقة بين دورك في “أل عباس” والتجارب الشخصية أو الثقافية التي عاشيتها؟
العَلاقة بين دوري في مسرحية “آل عباس” وتجاربي الشخصية والثقافية تعتبر مهمة بالنسبة لي في فهم القضايا والتحديات التي تواجهها الشخصية التي أجسدها، أستطيع أن أربط تلك العواطف والتجارب بتجربتي الشخصية بما يسمى (الذاكرة الانفعالية) يساعدني ذلك في تجسيد الشخصية بشكل مؤثر وإيصال رسالتها بقوة.
ما هو التأثير الذي تأمل أن تتركه مسرحية “أل عباس” في نفوس الجمهور وما الرسالة التي تحملها القصة؟
أتمنى أن تترك مسرحية “أل عباس” تأثيرًا إيجابيًا في نفوس الجمهور، فهي تحمل قصة كفاح الإخوة عباس بجبال الأوراس ضد الاستعمار الفرنسي ودور الزوايا في تدعيم الثورة، وتحمل رسالة قوية حول الصمود والتضحية والأمل. أتمنى أن تلهم القصة الجمهور.
كيف تقيِّم دورك في “أل عباس” بالنسبة لمسارك المهني؟ هل هناك تحديات خاصة واجهتها في أثناء تجسيدك لهذا الدور؟
بالنسبة لمساري المهني أقيم دوري في “أل عباس” بشكل كبير يعتبر هذا الدور تحديًا مهمًا لي وفرصة للتطور والنمو كممثل مع المخرج المتمكن شوقي بوزيد، واجهت تحديات خاصة خلال تجسيد الشخصية مثل فهم عمق الشخصية وتعبير عنها بطريقة احترافية مع ذلك تلك التحديات ساهمت في تطوير مهاراتي الفنية.
فزت بجائزة علي معاشي عن دورك في المسرحية كيف كانت لحظة إعلان الفوز بالجائزة بالنسبة لك؟
لحظة إعلان الفوز بجائزة علي معاشي كانت لحظة استثنائية بالنسبة لي، شعرت بالفخر والسعادة العارمة لتقدير العمل الذي قدمته في مسرحية البرجوازي النبيل من إخراج الأستاذ يسعد عبد النور، كانت هذه الجائزة تعتبر تتويجًا للتفاني والعمل الشاق الذي قمت به، كل الشكر والتقدير لسيد رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ووزارة الثقافة والفنون على تشجيع الحركة الثقافية والشباب.
ما رأيك في أهمية الجوائز المسرحية مثل جائزة علي معاشي في دعم وتشجيع الممثلين والأعمال المسرحية؟
أعتبر الجوائز المسرحية مثل جائزة علي معاشي ذات أهمية كبيرة في دعم وتشجيع الممثلين والأعمال المسرحية، تعزز هذه الجوائز التميز وتعطي لعمل الفني. وتشجع الجوائز الممثلين على تطوير مهاراتهم وتعمل كحافز لإبداع أعمال مسرحية جديدة ومبتكرة.
مع انتشار التكنولوجيا والوسائط الرقمية كيف ترى مستقبل المسرح والتمثيل في هذا العصر؟
مع تطور التكنولوجيا والوسائط الرقمية يمكن أن يكون للمسرح والتمثيل مستقبل مشرق، بحيث يمكن استخدام التكنولوجيا لتحسين تجارب المسرح وإضافة عناصر مبتكرة وتفاعلية، قد يتم استخدام الوسائط الرقمية لتوسيع نطاق الجمهور وتقديم الأعمال المسرحية للمزيد من الناس.
هل لديك خطط مستقبلية ترتبط بالمزيد من الأعمال المسرحية أو الأدوار التي تتطلع لتجسيدها؟
بالطبع لدي خطط مستقبلية تتعلق بالمزيد من الأعمال المسرحية والأدوار التي أتطلع لتجسيدها، حاليا أحضر دور السيد شريف عن نص ” تحويسة ” للكاتب الشاب سيد علي العربي عيسى والمخرج الشاب سيف الدين بن دار مع جمعية شباب الفن، لاستكشاف مجالات مختلفة في التمثيل وتحدي نفسي بتجسيد شخصيات متنوعة وتنويع أدواري. أرغب أيضًا في العمل مع مختلف المخرجين والفرق الفنية لاكتساب خبرات جديدة وتطوير مهاراتي.
هل لديك نصيحة أو كلمات ملهمة للشباب الذين يسعون للانخراط في مجال التمثيل والفنون الأدائية؟
أنا دائما مع الشباب لذا للشبان الذين يسعون للانخراط في مجال التمثيل والفنون الأدائية، وأنصحهم بالاستمرار في تطوير مهاراتهم والعمل بجدية وشغف، يجب أن يكونوا مستعدين للتعلم المستمر والتحسين المستمر، ويمكنهم أيضًا الانضمام إلى جمعيات مسرحية والمشاركة في ورش العمل والدورات التدريبية لتوسيع معرفتهم وتطوير قدراتهم، والأهم من ذلك عليهم أن يحافظوا على شغفهم ويؤمنوا بأهمية الفن والتعبير الفني في المجتمع.