شهدت الجزائر في السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في مجال الرقمنة، حيث أصبحت التكنولوجيا الرقمية جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات والمؤسسات، وقد كان لهذا التطور أثر كبير على مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك البيئة.
تمتلك الرقمنة العديد من الإمكانيات التي يمكن أن تساهم في تحقيق التنمية البيئية في الجزائر، من أبرزها :
- تحسين إدارة الموارد الطبيعية:
يمكن أن تساعد الرقمنة في تحسين إدارة الموارد الطبيعية من خلال توفير البيانات والتحليلات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة. إذ يمكن استخدام التكنولوجيا الرقمية لمراقبة جودة الهواء والمياه، وتحديد مصادر التلوث، ووضع خطط لمعالجتها.
- تطوير الطاقة المستدامة:
يمكن أن تساعد الرقمنة في تطوير الطاقة المستدامة من خلال تسهيل البحث والتطوير في مجال الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة. حيث يمكن استخدام التكنولوجيا الرقمية لتصميم وبناء أنظمة الطاقة الشمسية والري الذكية.
- تقليل النفايات:
يمكن أن تساعد الرقمنة في تقليل النفايات من خلال تسهيل إعادة التدوير وإعادة الاستخدام. وقد يمكن استخدام التكنولوجيا الرقمية لإنشاء تطبيقات وبرامج لتتبع النفايات، وتعزيز الوعي بأهمية إعادة التدوير.
- استخدام التكنولوجيا الرقمية في رصد التلوث:
قامت وزارة البيئة الجزائرية بتطوير نظام إلكتروني لرصد التلوث الجوي، والذي يسمح بجمع البيانات من محطات الرصد في جميع أنحاء البلاد وتحليلها بشكل آني. وقد ساهم هذا النظام في تحسين مراقبة التلوث الجوي في الجزائر، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من آثاره.
- استخدام التكنولوجيا الرقمية في إدارة الموارد المائية:
قامت وزارة الموارد المائية الجزائرية بتطوير نظام معلومات جغرافي لتتبع الموارد المائية في البلاد. ويوفر هذا النظام بيانات دقيقة عن كميات المياه المتاحة، وأماكن تواجدها، والمخاطر التي تتعرض لها. وقد ساهم هذا النظام في تحسين إدارة الموارد المائية في الجزائر، وضمان وصولها إلى جميع المواطنين.
- استخدام التكنولوجيا الرقمية في تشجيع إعادة التدوير:
أطلقت الحكومة الجزائرية حملة وطنية لتشجيع إعادة التدوير، تعتمد على استخدام التكنولوجيا الرقمية. وتشمل هذه الحملة تطبيقًا للهواتف الذكية يسمح للمواطنين بتسجيل النفايات التي يعاد تدويرها، والحصول على نقاط مقابل ذلك. وقد ساهمت هذه الحملة في زيادة معدلات إعادة التدوير في الجزائر.
أثر الرقمنة على التطور البيئي في الجزائر بلغة الأرقام
- في قطاع النقل، أدى استخدام الحلول الرقمية إلى انخفاض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 10% في الجزائر.
- على سبيل المثال، أدى استخدام تطبيق الهاتف المحمول لشراء تذاكر النقل العام إلى زيادة استخدام وسائل النقل العام بنسبة 25%، مما أدى إلى انخفاض الطلب على السيارات الخاصة.
- في قطاع الزراعة، أدى استخدام الحلول الرقمية إلى زيادة إنتاجية المحاصيل بنسبة 20% في الجزائر.
- على سبيل المثال، أدى استخدام الأقمار الصناعية لرصد نمو المحاصيل إلى زيادة كفاءة استخدام الأسمدة والمبيدات بنسبة 25%.
- في قطاع الطاقة، أدى استخدام الطاقة المتجددة إلى خفض الاعتماد على الطاقة الأحفورية بنسبة 5% في الجزائر.
- على سبيل المثال، أدى تركيب محطات الطاقة الشمسية في المناطق الريفية إلى توفير 200 ميغاوات من الطاقة المتجددة.
تمتلك الرقمنة إمكانات كبيرة للمساهمة في تحقيق التنمية البيئية في الجزائر. ومع ذلك، من المهم أن يتم استخدام هذه الإمكانات بشكل مسؤول، لتجنب الآثار السلبية المحتملة على البيئة. وبشكل عام، تساهم الرقمنة في تحقيق التنمية المستدامة في الجزائر من خلال الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة.
فكرة وإعداد: صارة بوعياد