الجزائريون مدعوون للتدوين عن أشكال الفرجة الشعبية

الأكثر قراءة

افتتاح ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد بمناسبة الشهر الفضيل
إطلاق حاضنة المدرسة العليا للفنون الجميلة "آرتي"
وهران تحتضن ندوة حول "مسرح علولة والبحث العلمي"
فتح باب الترشح للطبعة ال8 لجائزة "كاكي الذهبي" للكتابة الدرامية
افتتاح الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة
فيلم يكشف استخدام فرنسا أسلحة كيميائية في الجزائر
عرض مسرحية "الخيط الأحمر" بقصر الثقافة مفدي زكرياء
القصبة ذاكرة وطنية حية تحتفي بتاريخها
البليدة: فتح المسرح البلدي "محمد توري" في حلة جديدة
تقديم العدد الأول لمجلة "سينماتيك" بالجزائر العاصمة

تستمر الندوة المسرح وأشكال الفرجات الشعبية في الجزائر من خلال كتابات الرحالة العرب والأوروبيين” على مسرح أحمد بن بوزيد الجهوي بالجلفة بمدخلات متنوعة من تقديم أكاديميين وباحثين.

جرت المناقشة في اليوم الثاني 23 ماي 2023 للندوة حول موضوعين: “الفرجة في الثقافة الشعبية والمسرح في الجزائر” و”المسرح والفرجة الشعبية في كتابات الرحالة العرب والغربيين”، الجلسة الأولى ترأسها الخامسة علاوي والثانية عبد الحميد علاوي.

رحب عبد الناصر خلاف مدير مسرح الجلفة أحمد بن بوزيد ومنظم الندوة بالدعم المقدم من لجنة الصندوق الوطني لتنمية وتطوير الفنون والآداب بوزارة الثقافة والفنون لعقدها الندوة.

كما قدم مدير مسرح الجهوي الجلفة، أعضاء اللجنة العلمية المكلفة بالتحضير للندوة التي تقام في الفترة من 22 إلى 26 مايو 2023 وهم الخامسة علاوي وليلى بن عائشة ومحمد شرقي وعبد السلام يخلف ومحمد بوكراس.

وأوضح أن “كل المداخلات الندوة ستجمع في كتاب يصدر عن الهيئة العربية للمسرح وسيكون متاحا في كل الدول العربية”. وستكون صورة الفنانة التشكيلية زهرة كشاشة المتمثلة في طقس بوغولول في جيجل وفرجيوة كغلاف لهذا الكتاب.

كما أشار عبد الناصر خلف إلى نقص البحث في الجزائر حول قصص السفر والعروض الشعبية. وأشار إلى أن “الأوروبيين يكتبون فقط تاريخ المسرح الذي يمارس في القاعات، ويتجاهلون ما هو موجود في الفضاء المفتوح”.

 الدراسات التي ينتجها الغرب لا تعطي أهمية للفنون الشعبية

وأشار عبد الحميد علاوي، الأستاذ الجامعي ومنسق الندوة إلى أن قصص سفر الغربيين تُنقل بشكل سيئ ولإعادة الاعتبار للعروض الشعبية في الجزائر. لابد من الجزائريين الكتابة عن هذا التراث الفني الشعبي للحفاظ عليه عن طريق التدوين.

وتحدث الأكاديمي عبد السلام يخلف عن طقس قديم كان موجودًا في قسنطينة، “زردات النسور” (مهرجان النسور)، الذي لم يعد موجودًا اليوم. مؤكدا يخلف إلى أن “الدراسات التي تنتجها الجامعات الأوروبية لا تعطي أهمية للفنون الشعبية في الجزائر. والأمر متروك لنا كجزائريين لتقديم تراثنا الثقافي للآخر”. وعلى حد قوله فإن الفرنسي لويس ريجيس كتب بازدراء في “زردات النسور” مقدما ممارسيها على أنهم “أناس بغيضون وذو رائحة كريهة”.

الحكايات الشعبية تنقل القيم وتحافظ على ذاكرة المجتمع

واعتبر بومدين كعبوش، الأستاذ بجامعة الأغواط، أن القصائد والحكايات الشعبية تنقل القيم وتحافظ على الذاكرة الحية للمجتمع. حيث يتم التعبير عنها من خلال حلقات منظمة في أماكن مفتوحة مثل الأسواق الشعبية.

تساءل عبد الحميد ختالة، الأستاذ بجامعة خنشلة، عما إذا كانت هناك علاقة بين الحلقة والقوال. “في الأسواق، هل يمثل القوال شكلاً من أشكال العرض؟ تختار الغول المساحات التي يؤدون فيها عروضهم والأزياء التي تخدم لعبتهم. وبحسبه، يجب تبني المفاهيم الجزائرية على هذه الأشكال الشعبية للتعبير الفني.

أثارت جميلة مصطفى الزقاي، أستاذة جامعية وناقد مسرحية من جهتها، حول كتاب الفرنسي هوغو ليرو “البحارة والجنود” (1892)، حيث تحدث بكلمات المستعمر عن طقوس يتم الاحتفال بها في ساحة بورسعيد بالجزائر العاصمة. “تجمع الناس حول أسد عجوز مقيد بالسلاسل، واعتبروه مرابط، “قديس”. ظنوا أنه يمكن أن يساعدهم على الإنجاب.

وأشارت إلى أن الأسد كان حاضرًا أيضًا في احتفال الأيراد ببني سنوس بتلمسان، والذي تم الاحتفال به لمدة ثلاثة أيام في يناير.

عادت مريم براهمي، أستاذة في جامعة الجزائر، إلى التعلم في شكل من أشكال الفرجة الشعبية بمنطقة الجلفة وأشارت إلى أن “طقوس مصحوبة بوجبات الطعام وسباق الخيل. إنه شكل شعبي للفرجة”. واستشهدت بشعراء ورواة وموسيقيي الجلفة منهم الشيخ صميدة والشيخ قندوز باعتبارهم من رواد فن الحلقة في هذه المنطقة.

حظر فرنسا القراقوز ودمى الظل والقوال لاعتبارها مقاومة روحية وثقافية

من جانبه، أكد إبراهيم نوال، الأستاذ في المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، أنه خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830-1962)، كانت السلطات العسكرية تعاني من حساسية تجاه الأشكال الشعبية للتعبير المسرحي. قال “في عام 1847 ، حظر المارشال راندون القراقوز ودمى الظل والقوال وجميع الأشكال الأخرى لأنه رأى أنها تشوه سمعة الاحتلال الفرنسي. لأنها كانت مقاومة روحية وثقافية”.

وفي إشارة إلى احتفالية الأيراد التي تقيم في بني سنوس بتلمسان، اعتبر أنها شكل شعبي أقرب إلى الكرنفال منه إلى المسرح، وهي موجودة في الفضاء المفتوح دون فصل بين المشاركين والمتفرجين. وأراد إبراهيم نوال أن تخرج ندوة الجلفة بـ “بيان حول المنتدى الشعبي”.

وللتذكير، يتم تنظيم الندوة بالتعاون مع المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان بالجزائر العاصمة والهيئة العربية للمسرح، برعاية وزارة الثقافة والفنون وبدعم من وزارة الثقافة والفنون، ووالي ولاية الجلفة.

صارة بوعياد

 

 

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x