الحوار الأخير لعراب الضاد أندري ميكيل

الأكثر قراءة

Loading

الإنبهار باللغة العربية بين الشعر والقرآن الكريم

إذا فهمت جيدا علاقتكم باللغة العربية ،استنادا لتاريخ شروعكم في تعلمها وترجمة الشعر العربي القديم ،هي نتيجة لانبهاركم بالشعر العربي القديم، وبالقرآن الكريم الذي قاربتموه كشعر؟

ضحك مجددا قائلا: “أو ليس الأمر عند  الكثير منكم؟

القضية قابلة للنقاش، والإنقسام الوارد يتجاوز الأدب كما تعرفون ،حينما يتعلق الأمر بمقاربة القرآن الكريم. هناك من يربط اللغة العربية بالقرآن لاعتقاد.ديني أولا، في حين يعده البعض الآخر القران الكريم المرجعية الأولى للغة العربية من منطلق غير ديني بل أدبي محض وأنتم منهم .أليس كذلك؟.

بلى.. بلى، وأنا لست مسلما ولا متخصصا في الفكر الإسلامي لأخوض في الموضوع، وفعلا قاربت القرآن أدبيا وحضاريا كما بينت ذلك في أجزاء كتبي عن جغرافيا العالم الإسلامي وفي كتاب “الإسلام وحضارته” وفي كتب أخرى. اللغة العربية ليست مرتبطة بالقرآن الكريم فقط، والشعر الجاهلي الحافل بلغة عربية مذهلة سابق لنزول القرآن كما تعرفون.

ونحن نتحدث عن علاقتكم باللغة العربية التي أبهرتكم على أكثر من صعيد إلى درجة تركتكم تكتبون شعرا في رثاء إبنكم بيار باللغة العربية ( أنظر ملحق نماذج من شعر أندري ميكيل )كما جاء في كتاب  “أشعار متجاوبة” الذي قرأته مباشرة بعد أن أهديتموه لي في بيتكم أثناء محاورتكم في عز كورونا . بالمناسبة، ما رأيكم في عنونة جاك لانغ كتابه الأخير “اللغة العربية كنز فرنسي.

بصراحة لم أ سمع به ولم أقرأه.

يعتبر اللغة العربية جزءا من تاريخ فرنسا ،منطلقا من دعوة فرنسوا الأول 1في القرن الخامس العشر لتدريس اللغة العربية. إريك زمور المعروف بمناهضته لهذا النوع من المقاربات التاريخية والثقافية، رد على لانغ في مقابلة تلفزيونية :” فرنسوا الأول دعا إلى تدريس اللغة العربي ليس حبا فيها، ولكن لسبب إيديولوجي. ما تعليقكم أنتم الذين أحببتم اللغة العربية ،وعرفتم أسرارها ،ودرستم تجلياتها؟

أفضل التحدث عن كنز استفادت منه أوروبا كاملة، ولولا العلماء والفلاسفة العرب لما أصبحت علومنا وفلسفاتنا ما هي عليها اليوم .لا حاجة للتعليق على إريك زمور الذي لا يستحق الاهتمام الإعلامي الذي مازال يحظى به ، وهو من الذين شوهوا المسلمين والعرب تاريخا وثقافة ، وما قمت به ، ناقض ما قاله ،وما يكرره حتى هذه الساعة بشكل مقزز .

 

جان بروفو[1] مجّد هو الآخر اللغة العربية في كتابه “أجدادنا العرب.. فضلهم على لغتنا”. في كتابه، استعان بمقولة ألبير جاكار[2]: “كنت أتحدث اللغة العربية بنطقي كلمات فرنسية دون علمي”، وقصد بذلك احتواء اللغات الإيطالية والفرنسية والإنجليزية على الكثير من الكلمات العربية. ما تعليقكم مجددا؟

في كل الأحوال.. أنا أحذر من تعبير  فرنسا الغوليين، والذي يحيلنا على خطاب فج إيديولوجيا ،وينم عن انغلاق إنساني وثقافي يلغي الآخر باسم الصفاء الحضاري الذي يروج له إريك زمور ، وتهمني فرنسا الإنسانية والأخوية كما جسدت ذلك في مسيرتي العلمية والأدبية. فرنسا خليط من مهاجرين عرب وغير عرب كثر ،جاءوا من عدة بقاع من العالم، وأنا شخصيا حفيد إسبانية تزوجت من فلاح فرنسي ينتمي إلى منطقة “لانغيدوك”  التي ولدت فيها كما تعرفون. أنا لا أحب التصنيف العرقي، ويهمني إنتاج الرجال في المجالات العلمية والأدبية والفكرية والفنية واللغوية، ولا أهتم بنسبهم الجيني.

أي أنكم ضد الطرح العنصري بشكل أو بآخر ، وخاصة إذا تعلق بالإبداع كما هو الحال في سياق حديثنا …

بالضبط ، وفي كل السياقات ، والإنسان هو الذي يهمني ، وليس العرق ، أو مرجعية آخرى تسجنه في زنزانة ناطقة بإيديولوجيات إلغاء الآخر المختلف .

أنا مستعرب ولست مستشرقا ، والإستشراق إبن عصره.

ونحن نتحدث عن علاقتكم باللغة العربية كمستعرب وليس كمستشرق كما قلتم لي خارج التسجيل ولاحقا أثناء محاورتكم، وأنا اعرض عليكم فكرة مشروع الكتاب ،(وسنأتي إلى شرح ذلك لاحقا)، أسألكم:” كيف تقيّمون علاقة المستشرقين لويس ماسينيون1 وجاك بيرك 2بكل ما هو عربي حضاريا ودينيا ولغويا، علما أن الأول نصح العرب بالتشبث أكثر بهويتهم للحفاظ عليها، في حين نصحهم الثاني بالإنفتاح على العالم لتأكيد خصوصيتهم الحضارية؟

أولا يجب أن أوضح أنني عرفت جاك بيرك أكثر من لوي ماسينيون، وسبقاني كما تعرف لكل ما له علاقة بالعرب والمسلمين وأنا معجب بالإثنين. إنتاج ماسينيون يختلف عن مثيله عند بيرك، واحتلت المغامرة الشخصية حيزا معتبرا في كتابات الأول، والتي يمكن ان نختلف

مع الكثير من جوانبها. كان ماسينيون عالما ومؤمنا كبيرا موزعا بين المسيحية والإسلام.

حوار: بوعلام رمضاني

 

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x