شاركت المخرجة اللبنانية لارا سابا بفيلم “ع مفرق الطرق” في مسابقة الأفلام الطويلة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في طبعته الثانية التي احتضنتها جدة بالمملكة العربية السعودية في الفترة الممتدة من 1 إلى 10 ديسمبر الجاري، وكانت لنا معها هذه الدردشة.

حوار: وردة زرقين

لمحة وجيزة عن شخصك؟

لارا سابا: أنا مخرجة لبنانية، قمت بإخراج فيلمين الأول بعنوان “قصة ثوان” والثاني “ع مفرق الطرق”، كما قمت بإخراج أفلام وثائقية

حدثينا عن مشاركتك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في طبعته الثانية؟

الفيلم الأول بعنوان “قصة ثوان” شاركت به في مهرجانات كثيرة، وكان فيلم صعبا ومعقدا بمواضيع حساسة ومزعجة، أما الفيلم الثاني”ع مفرق الطرق” أشارك به في مسابقة الأفلام الطويلة هنا في جدة في الطبعة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي

عن ماذا يحكي فيلم “ع مفرق الطرق”؟

قصة الفيلم تحكي عن العودة إلى الأرض والطبيعة، تم تصويره في منطقة الأرز في شمال لبنان، سيتم توزيعه في أمريكا وكندا وفرنسا، كما أن سوق التوزيع سيتوسع، كتبت القصة جوزفين حبشي وقمت بإخراجه، أما التمثيل كان لكوكبة من الممثلين اللبنانيين منهم  شادي حداد، بيتي توتل، ميرنا مكرزل، سنتيا كرم، روبا زعرور وغيرهم،  الفيلم دعوة إلى العودة للحياة البسيطة، واحترام الطبيعة، واحترام الآخر، وكذلك احترام إنسانيتنا، لأن العالم المتحضر أخذنا بعيدا عن إنسانيتنا حتى وصلنا إلى تدمير كوكبنا وتدمير بعضنا البعض، وحتى في المدارس هناك بعض التلاميذ يقومون بعملية الانتحار بسبب الضغط، وأيضا، الحياة الصعبة التي نعيشها والقدرة الشرائية، حقيقة نحن وصلنا إلى واقع بشع

كيف هي ظروف الإنتاج في لبنان؟

صراحة، ظروف الإنتاج في لبنان صعبة جدا، وفي بعض الأحيان، إنتاج فيلم يأخذ سنوات

هل لديك فكرة عن السينما الجزائرية ؟

صراحة، ليس لدي فكرة عن السينما الجزائرية، لأن السينما الجزائرية لا تتوزّع في لبنان، فقط أعرف المخرج مرزاق علواش، وحتى أفلامه شاهدتها في باريس، وهناك أفلام شاهدتها في مهرجانات، فالمهرجانات العربية هي التي تعرّفنا بالسينما العربية، لكن ما يمكنني قوله أن السينما الجزائرية وحتى المغاربية بصفة عامة سبقت السينما اللبنانية، ثم الأفلام تنتج أكثر في المغرب العربي مقارنة بلبنان

حسب قولك هناك مشكل مطروح في السينما العربية؟

نعم. مشكلة السينما العربية كلها، أن الأموال التي تدعم الأفلام تأتي من خارج العالم العربي، فمثلا فيلم مرزاق علواش “مرحبا ابن العم” الذي أنتج في التسعينيات من القرن الماضي في 1996، كان الإنتاج فرنسيا، والجدير بالذكر أن الدولة الجزائرية كانت تدعم السينما الجزائرية، وهو حال التونسيين، أعتقد أنهم الوحيدون الذين كان لهم الدعم المادي،  نحن العرب نقوم بإخراج أفلام على أن تكون محل إعجاب الغرب، والحقيقة نحن مضطرون على إنتاج أفلام تعبّر عن واقعنا العربي

يعني أن تكون استقلالية تامة من دعم الغرب في إنتاج الأفلام العربية؟

صحيح. يجب أن تكون استقلالية تامة، ويكون إنتاج الفيلم عربيا حتى نقدم صورة حقيقية عن عالمنا العربي وعاداتنا وتقاليدنا، كما يجب اختيار المواضيع، لأن الغرب يريد إنتاج أفلام مختارة، ثم يقوم بتسويقها

وكيف ترين مستقبل السينما العربية؟

نحن في العالم العربي نملك الحرفية، وقادرون على إنتاج أفلام عالمية، ولدينا ممثلون وتقنيون ومخرجون رائعون، وهؤلاء لديهم حب كبير لمهنتهم، في رأي، يجب أن نتوجّه بالسينما صوب أفلام تشبه مجتمعنا وتشبه جمهورنا

كلمة نختم بها 

أملي أن توزّع السينما العربية بين الأقطار العربية، وأن يكون التعرف بالمنتجين والسينمائيين العرب أكثر.

وردة زرقين