هو شاعر وكاتب سيناريوهات سعودي، مؤسس “مهرجان أفلام السعودية” و”جمعية السينما”، ومنظم مهرجانات الشعر، فاز بجائزة الشاعر للإبداع في دورتها الثانية، عضو في لجنة التحكيم في سوق الإنتاج في الطبعة الأولى من “مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي” في مدينة جدة، التقيناه على هامش الطبعة الثانية من المهرجان، وكان لنا معه هذا الحديث.
حوار: وردة زرقين
تقديم وجيز لشخصكم؟
أحمد الملا: أنا شاعر سعودي، مهتم بالأدب والفنون منها السينما، أسست “مهرجان أفلام السعودية”، كما أسست “جمعية السينما”، وأصبح “مهرجان أفلام السعودية” تحت مظلة الجمعية، كما نظمت 3 طبعات لمهرجان الشعر، بالإضافة إلى ذلك، ساعدت وكتبت سيناريوهات، وساهمت في كتابة 7 سيناريوهات لأفلام قصيرة سعودية، أما التمثيل فقد تورّطت في تمثل في فيلم قصير بعنوان “ست عيون عمياء”.
ما علاقة الشعر بالسينما؟
السينما خلاصة الفنون كلها، وهي أيضا، شعر، وكلاهما مجرى واحد.
وأين ترون مكانكم؟
أرى نفسي في الشعر، ويشدّني النص الشعري كثيرا، أما السينما متذوّق ومحب ومتابع، وأعمل بشكل إداري كمنشط ومسيّر لعمل ثقافي إداري، لكنني أعتبر نفسي داعيا للشعر.
ولماذا انتقلتم من الشعر إلى السينما؟
الشعر حالة لا يمكن السيطرة عليها عقلانيا، وهو موجود معي، وأنا بصدد إصدار كتابي الـ14 بعنوان “فهرس الخراب”، للعلم أنني نظمت ثلاث طبعات لمهرجان الشعر في السعودية.
هل كانت هناك مشاركات جزائرية؟ وما تقييمكم للمنجز الجزائري؟
بصراحة، أتمنى أن يكون هناك جسر شعري بين السعودية والجزائر، لي أصدقاء جزائريون كثيرون، والتقي بهم كثيرا في مهرجانات عربية ودولية، وقد تعاملنا في انجاز انطولوجيا عن الشعر السعودي من خلال بيت الشعر الجزائري، والحقيقة أن الرواية الجزائرية حاضرة عندنا أكثر للقراءة، خاصة والجزائر قد فازت بجائزة “كتارا” و”البوكر”، ورغم أنني شاعر، أعرف الروائيين أكثر من الشعراء، وسينمائيا أيضا، الجزائر حاضرة أكثر منذ بداية الأفلام الأولى على غرار “سنين الجمر” للمخرج محمد الأخضر حمينة الذي حاز على جائزة “السعفة الذهبية”، ومؤخرا، شاهدت فيلم “الملكة الأخيرة” في مهرجان “فينيس” بايطاليا، أعتقد أن السينما ناضجة بشكل عال في الجزائر، وصناع الأفلام الجزائريين ينظر إليهم الآخرون بنظرة تقدير واحترام، أتمنى أن يتاح هذا الانجاز للشعر الجزائري، وأن يتّسع الاهتمام بالشعر، ويكون الاتصال أكثر.
بخصوص السينما حدثنا عن المهرجان الذي أسستموه؟
أسست “مهرجان أفلام السعودية”، وهو ملتقى لأفلام عالمية، تجرى فيه مسابقات، ويقام في مدينة الظهران في مركز إثراء الثقافي، بمشاركة صناع السينما والخبراء والنقاد وغيرهم، انطلق في سنة 2008، ثم توقف وعاد مرة أخرى في سنة 2015، واستمر إلى يومنا هذا، ونعمل على تنظيم دورته التاسعة، أعتقد أن هذا المهرجان، بيت صناع الأفلام السعوديين الأول، بحيث يركز بشكل كبير على الفيلم السعودي من تأليف وكتابة وترجمة للكتب، نحن حاليا نعمل على إعداد 16 كتابا في الدورة المقبلة، العام الماضي شاركت الجزائر في المهرجان بكتاب السينما ثمين لأحد النقاد الجزائريين عبد الكريم قادري.
في رأيكم إلى ماذا تحتاج السينما العربية بشكل عام؟
كل السينما العربية تحتاج للدعم والصناعة ككل، ليس فقط الدعم المادي، بل أن تكون كل عناصر الصناعة مدعومة، وليس التمويل فقط ، يجب أن تكون إستراتيجية ورؤية لنهضة السينما العربية، من لحظة الأفكار إلى ما بعد الإنتاج.
تقييمكم لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؟
المهرجان ولد كبيرا منذ دورته الأولى، وهو يتطور بطبيعته العالمية، وهو فرصة لصانعي السينما السعودية والعربية والعالمية، وأصبح محطة أنظار لصناع السينما في العالم وأحد المحطات التي يلتقي فيها صناع الأفلام العالمية وشركات الإنتاج.
شاركتم في لجنة التحكيم في الطبعة الأولى لسوق الإنتاج بالدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. كيف كان سوق الإنتاج؟
المعلوم أن سوق الإنتاج ومسابقة المشاريع تعمل مع إدارة السوق على اختيار المشاريع التي تقدمت للسوق، ثم يُقدم للجنة التحكيم عدد المشاريع حسب الدعم والجوائز المتاحة، ثم يتم الاختيار بعد عرض كل مشروع أمام المختصين، ولجنة التحكيم تقوم بلقاءات فردية مع أصحاب المشاريع وتقييمهم ثم الإعلان عن النتائج.
نجد أن حضور المرأة فرض نفسه في الدورة الثانية من المهرجان؟
هناك اهتمام كبير لمشاركة المرأة في صناعة السينما، والحضور بشكل كبير وبصفة فنية، لكن المهرجان لا يضع هذا معيارا، وإنما تشجيعا، بينما قيمة المشروع والأعمال الفنية هي التي تؤكد، عموما، نستطيع القول أن حضور المرأة في مجمل عناصر المهرجان، شيء جيد.
كلمة نختم بها
حبي كبير للجزائر، والشخصية الجزائرية رائعة، أتمنى أن يكون هناك جسر ثقافي جزائري – سعودي، خاصة وهناك صلة عميقة جدا بين الطرفين.
وردة زرقين