قدم شرقي خروبي المخرج الجزائري السينمائي بقصر الثقافة مفدي زكرياء صباح الاثنين ماستر كلاس “بين الوثائقي والروائي حدود مبهمة” في إطار تظاهرة مهرجان الجزائر الدولي للسينما في دورته الـ 11، بحضور ثلة من الطلبة والمخرجين بصفة عامة والمهتمين بالحقل السينمائي بصفة خاصة.
شرقي خروبي المخرج السينمائي من مواليد الجزائر – تيبازة، درس الثانوية في البليدة وتخصص في علم الاجتماع بجامعة الجزائر، تخرج من قسم السينما بالمعهد العالي للفنون في بروكسل ببلجيكا، تمنى في نهاية الدراسة أن يعود للجزائر للعمل لكنه انصدم بواقع أخر، حيث تأسف لصعوبة العمل في هذا المجال وعاد بعدها إلى بلجيكا وحضي بالدخول إلى التلفزيون البلجيكي وطيلة 30 سنة من العمل قدم العديد من الربورتاجات والأفلام الوثائقية.
قدم خروبي العديد من الأفلام الوثائقية استعرض منها بماستر كلاس femme battues تحدث فيها عن ممارسة العنف ضد المرأة في بلجيكا، كما عرض مشاهد من الفيلم الوثائقي a nos amours يحكي عن الأشخاص المعاقين وكيف يتحدى البعض المصاعب ليعيش حياته بشكل عادي، واستعرض مقاطع أيضا من الفيلم une belg a gaza .
قال شرقي خروبي إن الفيلم الوثائقي والفيلم الروائي تفصل ما بينهم حدود مبهمة وغير واضحة المعالم، فيمكن حسبه أن يكون الفيلم وثائقي أكثر مما يكون روائي والعكس صحيح، قد يكون أيضا الفيلم وثائقي وروائي في نفس الوقت بالإشارة إلى فيلمه “ابن خلدون” الذي اعتمد فيه على الوثائق وفي آن واحد على التمثيل الذي يدخل في إطار الفيلم الروائي.
كما استعرض خروبي مشاهد تمثيلية لسكان الايسكيمو الفيلم الصامت 1922 Nanouk l’Esquimau ، والذي يدخل في صنف الفيلم الوثائقي والروائي معا، بالإضافة إلى فيلم La Marche de l’empereur حيث نجد السيناريو موجود في الجنريك وهذا يدل على أن الفيلم ليس وثائقي محض حسب المخرج وإنما هو فيلم روائي أيضا.
كما استذكر فيلم Daniel Blake هو فيلم بريطاني من إخراج كين لوتش، فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي 2016 ، وكذلك جائزة سيزار لأفضل فيلم أجنبي. تجري أحداثه في المملكة المتحدة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، حيث يتعرض دانيال بليك، وهو رجل يبلغ من العمر 59 عامًا يعاني من مشاكل خطيرة في القلب، وكاتي مورغان أم وحيدة لطفلين، للعنف من قبل الخدمات الاجتماعية ويحاولون مساعدة بعضهم البعض.
وفي الأخير تطرق المخرج شرقي للفيلم الجزائري “معركة الجزائر” الذي يدخل في صنف الأفلام الروائية لوجود سيناريو وممثلين، لكنه قريب من الفيلم الوثائقي لأنه يوظف الذاكرة لمرحلة مهمة من تاريخ الجزائر.
قال شرقي خروبي كخلاصة لماستر كلاس “بين الوثائقي والروائي حدود مبهمة” إن الفيلم الوثائقي يكمل الفيلم الروائي والعكس صحيح، حيث الاثنين معا يعتمدان على حكاية وقصة معينة، ليؤكد أن ما بين الفيلم الوثائقي والفيلم الروائي حدود مبهمة وغير واضحة لا يمكن في الكثير من الأحيان الفصل بينهما.
صارة بوعياد