تخليدا للذكرى الثامنة والستين لاندلاع ثورة التحرير المجيدة والتي نحتفل بها في الفاتح من شهر نوفمبر تحتضن ولاية عين تيموشنت تظاهرة فنية تضم العديد من الفنانين التشكيليين الجزائريين الذين لهم باع كبير في هذا المجال، فمنهم الأساتذة وخريجي معاهد الفنون الجميلة، والذين جاءوا من الجهات الأربع للوطن المفدى (كالجزائر العاصمة وتيزي وزو، ووادي سوف ووهران وغيرها من الولايات الأخرى).
كانت الثورة التحريرية الملهم الرئيسي لهؤلاء الفنانيين ليقدموا من مختلف ولايات الوطن، للتأكيد على أن الانتماء الحقيقي إنما يكون للوطن الغالي، فهم بذلك يسيرون على خطى أسلافهم من الفنانين الذين استخدموا فنهم التشكيلي كوسيلة للمقاومة والدفاع عن الوطن إبان الحقبة الاستعمارية، حيث قدم هؤلاء أعمالا كان الغرض منها الرد على الفنانين المستشرقين الذين كانوا يكرسون بأعمالهم للاستيطان، وطمس الهوية الجزائرية فكان الرد يأتي من الفنانين الجزائريين، وهم كثيرون لا يسع المقال لذكرهم، لقد أدركوا جميعا أن الفن لم يخلق لتزيين الغرف بل من أجل الدفاع عن الهوية والأرض، والتصدي لكل الأعداء…ومن هؤلاء تعلم جيل الاستقلال وواصل المسيرة الحافلة بالإبداع…
ولعل من أهم ما يمكن أن يجنيه الواحد من هذه التظاهرية الفنية أنها تفتح المجال للالتقاء والتعارف وتبادل الآراء والخبرات وتقديم تقييم ولو عاما عن الفن التشكيلي وارتباطه بقضايا الأمة وكيف استطاع الفنانون قديما وحديثا أن يكون لهم حضور في ترسيخ الوعي الوطني وتعريف الأجيال بتاريخ وطنهم من خلال أعمالهم الفنية التي تجد الفرصة لتعرض في هكذا مناسبات للاطلاع عليها، واستحضار هويتها وتاريخها وآمالها ومستقبلها…
إن التظاهرة الفنية التي تقام بهذا الاعتبار ولهذا الغرض تساهم بلا شك في إثراء الثقافة الوطنية على أساس أن الفن التشكيلي أحد روافدها وفروعها، وكذلك في ترقية الذوق الفني لدى الجمهور…
الفنان التشكيلي كاملي إدريس