كل واحد منا له لون محدد يميل إليه ويرتاح له، فللون دور كبير في الطب والفن والفلسفة أيضا، أي شخص في المجتمع قبل أن يشتري شيء أو يختار شيء أول ما يلاحظه هو اللّون لما له من تأثير كبير على العقل والنفس، كما هو من العوامل الهامة في حياتنا الفنية والاجتماعية وهي تعنى الحياة في حد ذاتها .

ونحن نمشي بين المباني والشوارع المكتظة بالأشخاص ودخان السيارات ومشاوي الاكلات وفى لحظة نخرج لوسط المدينة التي تزينها نافورة ومساحة خضراء وأزهار في تلك اللحظة بالتحديد نرتاح ويكون لذلك تأثير خاص على مزاجنا.

إن الألوان كالألحان تغدى الأعصاب وتريح النفوس، نكمل السير من وسط المدينة إلى شارع آخر لنجده مزين بالأعلام الوطنية التي ترفرف عاليا في السماء يتوسط تلك الأعلام نصب تذكاري فينتابنا شعور آخر اتجاه تلك الألوان التي تحمل العديد من الدلالات والرموز التي لا يمكن تجاوزها. هي ألوان بلدي العزيز الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد الأخضر والأبيض يزنها وفي الوسط هلال ونجمة باللون الأحمر، تلك هي راية الحرية التي يعتز بها كل جزائري ويتنفس على أرضها وبألوانها التي يعبر فيها الأبيض على السلام والنقاء والأخضر للازدهار وثروات البلاد والهلال والنجمة الخماسية الحمراء إلى دماء الشهداء وإلى الإسلام بصفته دين الدولة الرسمي والذي تعتنقه الغالبية العظمى من الجزائريين.

ليبقى دور الألوان المحيطة بالإنسان تأثير بصورة مباشرة على نفسيته ولما تحمله من دلالات بين الحضارات والشعوب، فأنا كجزائري حر ينتمي إلى أعظم ثورة ضحى من أجلها رجال ويبقى العلم والألوان التي يحملها تعبر عن تضحية شعبنا وعلى حضارة بلدنا، فالمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

زكرياء دربيخ