الفنان إدريس من مواليد الثامن جانفي من العام 1967 بمدينة وهران، سحرته المدينة وجال بين إبداعاته التي أوصلته كرسام بكلية الفنون الجميلة، للمشاركة في العديد من المسابقات والمعارض، أين ضاع صيته فيها، ومن مسابقة الرسم السريع “سرفانتس” بوهران كان البداية في إقامته لمعرض “لوتس” بمسقط رأسه من العام 2010، وتوالت مشاركاته بمعرض في قصر الاتفاقيات من العام 2012، ومعرض منفرد في رواق الباهية بمدرية الثقافة بوهران.
ليسافر عبر لوحاته التي حاز منها على الجائزة الأولى في الصالون الوطني السادس بعين تموشنت، إلى لوحاته للمغرب بالمهرجان الوطني للفنون التشكيلية “نوافذ سبعة” ومهرجان الدولي “فضاء الناس” بالمغرب من العام 2013، إضافة إلى مشاركته في الطبعة الأولى للمجلس الوطني لكاتدرائية فنون التشكيلية كارفو القلب المقدس، والطبعة الثامنة للصالون الوطني “ليلة الأروقة” من نفس السنة بالمغرب.
الفنان إدريس كاملي عضو بالمكتب الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بوهران بعدما انظم عام 2009 للاتحاد الوطني للفنون الثقافية بوهران، وعرضت لوحاته في كل من الصالون الرابع للفنون التشكيلية في تلمسان، والطبعة الرابعة للصالون الوطني للفنون التشكيلية بوهران، وبالعاصمة اثر مشاركته في الطبعة السابعة لصالون الخريف بالعاصمة.
هكذا كانت البداية…
كانت بداية الفنان إدريس كاملي من الابتدائي أين اكتشفه أساتذته، فاحتك بالرسم منذ نعومة أظافره، ومن احتكاكه بالآخرين، اكتسب خبرة أكبر في مجال الفن، واشتغل على النمط التجريبي، الذي قال عنه الفنان إدريس بكونه الفن الذي لا يقيده بل يمنحه مساحة واسعة في التعبير، بدون قواعد أو معاير محددة في مجال الفن، ففي كل لوحة من لوحاته إلا وتنبع منها دلالات ورمزية، فيعبر عبر لوحاته بالأوان والحركات الإيمائية، وعن فصول فرحه، غضبه وحتى جنوني الفني.
تأثر بكل من الفنان الأمريكي جاكسون بلوك، وكذا بالروسي كانداستكي الذي يعد أول من أبدع في النمط التجريبي، وكل من الألماني “هانس”، والفرنسي “سولاج بيار” وغيرهم.
يعمل بتلقائية، مع لوحاته في هذا الفن الذي يسحره، تحت شعاره الدائم لا نهائية الإمكانية، والذي يعني به بأن كل شيء ممكن، وهو الفن الذي يمكن ان يضيف ويحذف ما يرده ويمكنه كذا التغير في اللوحة وكل هذا ما يمتاز به عبر لوحاته.
متخصص في الحركة الإيمائية والنمط التجريدي فهو يعبر عن كل ما هو تجريدي تعبيري، فالرسام ناقدا للواقع الحياة، والرسام هو مبدع مستقل الرأي، حيث قال كاملي: “أتمنى أن يكون في كل ولاية رواق وفضاء للفنانين، وأن تكون في المستوى العالمي، لكي يكون سوقا للفن، لأن الفنان يعيش كبتا في الجزائر التي تضم طاقات كبيرة، لكن الاهتمام بها لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، إذ لابد أن نهتم بهذا الفن وتخصيص له رواق وخلق فضاءات له لكي يظهر الفنان ما في جعبته من لوحات في الفن الراقي”.
الفن تعبير عن ثقافة الشعوب…
قال كاملي: “الفنان والفن يعتبر ثقافة كبيرة، ويكفيني أني شرفت بلدي في الخارج عدة مرات، وعلى نفقتي الخاصة، يعني لا قيمة للفن التشكيلي أو غيره في الجزائر ما عدا الغناء الذين يولون له أهمية أكثر، فهناك نوع من اللامبالاة بهذه الفنون الراقية”.
الفن التجريدي اتجاه فني لا يهدف إلا لتجسيد المواضيع، والواقع الحياة المحسوس، يمكن التعرف عليه، من الموضوعات المستوحاة من تجربة المعاش ومن الأحلام، ومن الصورة من خلال العقل والعين، وأسلوبه يأتي من الحركة التعبيرية التجريدية، وفي بعض الأحيان يكون رسمه محاولة لفهم الصراع الداخلي للذات والمجتمع.
وغياب القاعات وسوء التسيير يرهق الفنان، فحين لا تجد أين تعرض، وتلقى سوء التسيير الفنان يتعب حراء هذا، فيحب ان يظهر طاقاته الإبداعية عبر لوحاته الفنية للجمهور ولا يستطيع.
غير أن الفنان ادريس ابن مدينة الباهية مؤمن ويفتخر بما قدمت انامله، وأن الكثير من وصلوا للعالمية من الجزائريين على غرار الفنان اسياخم، وباية، بن خدة، محمد راسم، وهناك جيل جديد من الفنانين، ففي الجزائر هناك فن وهناك فنانين مهوسون بعلم الجمال التي تبدعهم أناملهم عبر لوحاتهم، “فالجزائر بلدي وأفتخر بها، لكن لا يمكن ان نستمر بدون دعم مادي”.
في الأخير وجه كاملي كلمة للمسئولين بإعطاء الفن التشكيلي أهميته، التي يستحقها وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمشاريع، الفنية التشكيلية، وفتح قنوات التواصل من أجل التحفيز على العطاء ورفع مستوى صورة الفن في الجزائر لأن العديد من المشاريع التشكيلية الوطنية سيكون لها وقع عالمي.
صارة بوعياد