الزليج فن يثير ضجة الشعوب

الأكثر قراءة

افتتاح ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد بمناسبة الشهر الفضيل
إطلاق حاضنة المدرسة العليا للفنون الجميلة "آرتي"
وهران تحتضن ندوة حول "مسرح علولة والبحث العلمي"
فتح باب الترشح للطبعة ال8 لجائزة "كاكي الذهبي" للكتابة الدرامية
افتتاح الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة
فيلم يكشف استخدام فرنسا أسلحة كيميائية في الجزائر
عرض مسرحية "الخيط الأحمر" بقصر الثقافة مفدي زكرياء
القصبة ذاكرة وطنية حية تحتفي بتاريخها
البليدة: فتح المسرح البلدي "محمد توري" في حلة جديدة
تقديم العدد الأول لمجلة "سينماتيك" بالجزائر العاصمة

الزليج فن عريق أقام ضجة كبيرة بين شعوب المغرب الكبير على وجه التحديد الجزائر والمغرب، الدولتين الجارتين والمتقاربتين في التاريخ والذاكرة ولا يمكن أن نخفي ذلك، وتعود الحادثة لقميص المنتخب الجزائري الجديد الذي ظهر به وهو يقدم حميته قبل المباراة مع نيجيريا، والمستوحى من زليج قصر المشور بمدينة تلمسان الجزائرية بتصميم من شركة أديداس الألمانية.

الزليج هو فن عريق من بلاط فسيفسائي من أشكال فخارية هندسية مدقوقة قطعة بقطعة مركبة في لوحة من الجبس، هذا النوع من الفن الإسلامي تطور في المغرب الإسلامي، أي في الأندلس وبلاد المغرب الكبير في العصور الوسطى وخصوصا منذ القرن الحادي عشر وازدهر خلال حكم بني نصر وبني مرين والحمادين، وتميز الزليج بـ إدراج الألوان الأزرق والأخضر والأصفر، وقد أدرج اللون الأحمر في القرن السابع عشر.

ظهر الزليج أو ما يعرف بـ فن الزخرفة بالمربعات لأول مرة في ولاية بجاية الحمادية، وكانت تزين به أسوار قصر اللؤلؤة الشهير ببجاية عاصمة الدولة الحمادية، ومن بجاية إنتشر بمدن الجزائر القريبة مثل تنس وشرشال والمدية والجزائر العاصمة وتلمسان، ثم انتقل لاحقا إلى الأندلس وانتشر بصفة خاصة في مدينة غرناطة، التي تزينت أغلب مبانيها الشهيرة والتي ماتزال حتى اليوم بفن الزليج الجزائري، وبعد حروب الإسترداد وسقوط الأندلس عادت هذه الحرفة وإنتشرت في معظم مدن الشمال الإفريقي وإختصت به مدن معينة على غرار فاس وتلمسان والجزائر العاصمة كما اشتهرت به أيضا دولة المغرب.

قميص الإحماء قبل المباريات الخاص بـ المنتخب الوطني مستوحى من زخرفة قصر المشو الذي بناه في تلمسان يغموراسن بن زيان أول أمراء الدولة الزيانية التي تعود أصولها إلى قبائل زناتة الأمازيغية.

هذا المعلم بني حوالي 1248م، إذ تم تحويله من قلعة بناها الخليفة الموحدي عبد المومن الكومي ابن ندرومة في القرن 12م، إلى قصر من طرف “يغموراسن” بعد قيام الدولة الزيانية، ويعتبر “المشور” تجسيدا حقيقيا للطراز الزياني في التصميم والذي نجده أيضا في بنايات قديمة بـ “الأوراس” موطن زناتة.

في عام 1842 استولى الفرنسيون على هذا القصر وخربوا الكثير من الآثار التاريخية فيه، حتى إن كتاب “تلمسان ومنطقتها” الصادر سنة 1921 عن “المكتب السياحي لتلمسان” وهو مكتب فرنسي، ذكر أنه بالكاد حافظ مسجد القصر على مئذنته عندما تم الاستيلاء عليه، ووقتها تم تحويله إلى كنيسة كاثوليكية أطلقوا عليها تسمية Notre-Dame des Victoires، ولم يتوقف الفرنسيون عند هذا الحد، بل حولوا المعلم التاريخي إلى ثكنة عسكرية ومبان مختلفة دون الاهتمام بتاريخه الكبير وطريقة تصميمه التي تمثل العمران الزياني في إحدى أبرز الحقب التاريخية لـ الجزائر وشمال إفريقيا.

مسجد “المشور” الذي حوله المستعمر الفرنسي إلى كنيسة، بُني سنة 1317م على يد “أبو حمو موسى الأول الزياني” أي سنة واحدة قبل وفاته على يد ابنه ابو تاشفين في وسط صراع ثلاثي بين الزيانيين، المرينيين والحفصيين.

نهاد عبد العالي

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x