صلاح الدين شيحاني شاب موهوب في الفن الملتزم، فنان في التعليق الصوتي والهندسة الصوتية، درس وصقل هبة الرحمن التي امده بها، فكان صوتا جوهريا ومتميزا في التعليق الصوتي والغناء، فكل ما دخل مجالا احترفه، وهو الذي لا يكل ولا يمل فأقدم على عدة دروس خاص بشركات الانتاج ليشق طريقه نحو اطلاق شركته الخاصة في انتاج الأعمال ذات جودة عالية ليكون لها صوتا وطنيا وعالميا.
بورتريه: صارة بوعياد
شيحاني شاب ملتزم في الغناء رغم صغر سنه الذي لا يتجاوز 30 سنة إلا أنه اختار طريقا صعبا في نظر الكثير، الفن الملتزم الذي لا يلتفت إليه الكثير فتحدى زمن الرداءة واتجه نحو الكلمة الهادفة والابتعاد عن الابتذال.
وصرح في حديثه لـ “أهل الفن”: ” توجهت لدراسة الهندسة الصوتية والتوزيع الموسيقي من أجل تنفيذ أفكار وأعمال جديدة فالساحة الفنية متعطشة لأعمال ترتقي إلى المستوى العالمي “.
يحكي شيحاني أن دخوله لعالم الهندسة صوتية والانتاج الموسيقي كان مجرد صدفة “لكن اليوم سنحصد نتائج سنوات من الجهد والتعب والدراسة والبحث في هذا المجال وأقول بالأمس كنا لا نعلم، أما اليوم فنحن قادرون على صناعة أجيال مشرفة، وبناء عقول واعية ومحاولة إصلاح ما أفسده الفن الهابط في عقول أبنائنا من أفكار ساذجة وغير لائقة ولا تمت للقيم الأخلاقية ولا الفنية بصلة”.
كما أشار شيحاني صلاح الدين أن هناك شباب يمتلكون أصوات مميزة لكن لا وجود لنقابة موسيقية، ونعاني من التسيب فعاد كل من هب ودب يلج عالم الفن ويقول عن نفسه “أنا فنان”، فلا وجود لنقابة حقيقية في الجزائر تصون الفنان الحقيقي وتغرم وتعاقب كل من تعطيه نفسه أن يدخل مجالا لا يعنيه.
وعن السبب هذا التسيب أرجح شيحاني أن المسؤولية يتحملها الجميع، حتى لو تحدثنا لا وجود لشخص يسمع ندائنا فلا أذن صاغية، وعليه أكد على تربية الذوق العام والذائقة الفنية فمن أهل الفن نرحب به ومن عكس ذلك توقفه نقابة المهن الموسيقية التي نأمل إنشاءها في الجزائر قريبا.
صلاح الدين فنان يعترف بالتراث الجزائري الأصيل ويندد بضرورة الحفاظ عليه وخاصة والجزائر تعتبر قارة ثقافيا لما تزخر به من تقاليد وعادات في كل ربوع الوطن الحبيب، فنجد على سبيل المثال وليس الحصر، الحوزي، الشعبي، الأندلسي، القبائلي، النايلي، الفرقاني، الراي وغيرها من الطبوع الجزائرية الأخرى، التي منها ننطلق نحو العالمية.
يطمح صلاح الدين شيحاني إلى تغيير نظرة الفن التي تسود عند الأغلبية من الشباب فيسعى لإبراز الفن الحقيقي والابتعاد عن فن الملاهي، وهو الذي يفتخر بجزائريتة وتراثه الذي يعتبره جسرا إلى القمة ورقي للمستوى العالمية.
وقال عن ذلك “إن أكثر ما يخيفنا اليوم هو الإفلاس الفني كما قال الفنان حمزة نمرة، فهذه مشكلتنا في الجزائر، وأتمنى أن تكون أول خطوة لي في وضع بصمة للفن الملتزم وإعادة بناء أمجاد الفن الهادف، ومساعدة المواهب الضائعة في أن يكون لها المجال الكافي للإبداع والإضافة الراقية للساحة الفنية الجزائرية”.