صدرت مؤخرا للإعلامي رفيق موهوب روايته الأولى “منام ميت”، عن دار نشر ماستر بمصر، محاولا تجسيد هاجس الكتابة الجمالية الذي راوده منذ دخوله لساحة الكتابة ومعترك القلم.
اختار موهوب في روايته الأولى “منام ميت” مجالا ليس ببعيد عن دراسته الجامعية ألا وهي الدراسات التاريخية فكان البحث في الموضوع بشكل منهجي دون ترك المجال للخيال والتأويلات لإفساد الحقيقة التاريخية المبنية عليها الرواية والمتمثلة في شخصية علي الغسال.
قال رفيق موهوب: “لا أعتبر روايتي عملا تاريخيا ولا حتى رواية تاريخية، لأنني كمتخصص في مجال التاريخ والكتابة الإستقصائية أعرف أن التاريخ لا يُستمد من الروايات، لأن الجانب الإبداعي فيها يجعل من الخيال عاملا مهما ولاعبا في العملية، لكنني وبكل تواضع أتمنى أن تستقبل روايتي في عالم الأدب كقراءة تاريخية لفهم الحاضر، ذلك لأن البعد الرمزي فيها هو الأهم”.
علي الغسال، الشخصية الأساسية في الرواية والتي تعرضت حياته للتحول الجذري الذي يشبه تحولا خرافيا سينمائيا، من رجل متشرد إلى غسال موتى لدى القصر إلى داي على رأس دولة. يمثل وبشكل قوي حقبة من تاريخ الجزائر ويشهد على طبيعة الدولة السياسية وبكل مفارقاتها الاجتماعية والثقافية.
يعتبر موهوب شخصية علي الغسال ليس حالة متفردة في شكل النظام السياسي العثماني، لأن الأمثلة كثيرة من حالات تثير العجب، تبدو خارجة من قصص الف وليلة، ولكنني أعتبره كشاهد على طبيعة نظام ولد من المفارقات وبني على صراعات، وأعتبره كذلك ممثلا لتاريخ الجزائري وجزءا منه لا يمكن تجاوزه إلا بعد دراسته وفهمه.
وهو الذي يجد أن الحقبة العثمانية وإن كانت تمثل ثلاثة قرون من تاريخ الجزائر، فإن الجزائريين لا يعرفون عنها شيئا، ويتعاملون معها وكأنها تاريخ لا يعنيهم إذ لا يحسون ارتباطا عضويا بينهم وبين تلك الحقبة وهذا راجع لسببين، مخلفات الاحتلال الفرنسي والذي يشكل حاجزا تواصليا تاريخيا بين حقبتين، وراجع كذلك للنظام التعليمي الذي لا يعطي لهذه الحقبة أهميتها الحقيقية في التدريس والتعريف بها.