الكاتب ياسين نوار إذا كتب أبدع، وإذا شارك في أي مسابقة ظفر بها، فقد نضم الشعر وأبدع في الرواية وعبر بالحبر الصيني عن تراثنا من القصبة إلى المساجد العتيقة، لم يتوقف عند هذا الحد وكل ما ذكر هوايات يتفنن فيها، وهو الذي يشتغل في التعليم منذ 14 سنة كأستاذ في التعليم الثانوي للغة العربية والتربية الاسلامية، لنتعرف عن الأستاذ الذي يسقط الابداع بحب ويتفنن فيه بصدق.
حوار: صارة بوعياد
من يكون ياسين نوار؟
ياسين نوار من ولاية قالمة أستاذ اللغة العربية والتربية الاسلامية منذ 14 سنة في الثانوية، لدي محاولات في مجال الكتابة وفنان تشكيلي قمت ببعض المعارض على المستوى المحلي والعربي، تحصلت على الجائزة الأولى عن “وفد بغداد” في الرواية العلمية عام 2020 عن دار الباحث، وجائزة علي معاشي للرواية “راح الأيام”، والجائزة الأولى في مجال الرواية “أم النسور” وهي رواية تاريخية نظمت من قبل وزارة المجاهدين.
حدثنا عن مشاركتك الأخيرة في سيلا 2022؟
في هذا المعرض شاركت بعملين قصص قصيرة “مصنع للدراجات النارية”، الموضوع غير متطرق له سابقا حيث فتح المصنع أبوابه وغلقها فجأة لتبقى الحكايات تتداول بين الناس، حاولت تغطية أكبر فئة من شرائح المجتمع، حيث جمعت في الكتاب 15 قصة رافقت الزمن وسايرت جميع المراحل.
لم أستمر في الشعر وأجد نفسي في الرواية
أنت كاتب للشعر هل نظمته في ديوان؟
في الشعر لم أطبع بعد، وكنت في المراحل الجامعية قد نظمت العديد من الاشعار في مدح الرسول الله بعضها فاز بمسابقات محلية من تنظيم الحركة الطلابية، لكن لم أستمر في الشعر وأجد نفسي في الرواية.
هل تؤمن بالشعر الحر؟
أنا اكتب الشعر العمودي وأؤمن بالشعر الحر اذا كان فيه نغم موسيقي ومعاني مثل ما يكتبون الشعراء المجدين البارزين أمثال أحمد مطر، ولكن للأسف الكثير من يكتب في الشعر الحر يختبؤون وراء عدم القدرة على كتابة الشعر العمودي.
وماذا عن الفن التشكيلي وعالم الألوان؟
أميل إلى رسومات المنظر الطبيعي والبورتريهات، وقلما ما استعمل الألوان في لوحاتي، أعمل بالريشة وهو الفن الذي عاد نادرا، وبحوزتي أعمال بالحبر الصيني أجسد فيها المساجد العتيقة والقصبة، كانت هناك بعض المشاريع لكن للأسف اجهضت باكرا على حساب الرواية.
الرواية تكتسح المجال للجميع لأنها مشروع حياة
لماذا الرواية عادت تأخذ مكان الشعر ومكان الفنون الأخرى في عصرنا الحالي؟
الرواية تكتسح المجال للجميع لأنها مشروع الحياة، أما الفن للأسف في الجزائر لم يصبح له جمهور مثل ما كان في السابق وحتى الشعر قل جمهوره. ولكن الرواية فيها المتنفس ولا نخفي أننا نعيش عصر الرواية بكل بصراحة.
حدثنا أكثر عن رواية وفد بغداد المتوجة بالجائزة العلمية عن دار باحث؟
رواية “وفد بغداد” كتبتها قبل المسابقة وليست خصيصا لها، شخصيا لا أكتب للمسابقات لأنها تقتل الأدب والابداع، ولكن صادف دار الباحث للنشر والتوزيع طرح المسابقة في الرواية العلمية، ومن باب الموافقة كان العنوان المقترح يشبه كثيرا “وفد بغداد”، وهي رواية تتحدث عن التماس بين الحضارة الشرقية والازدهار والاشعاع الثقافي الذي كان في وقت هارون الرشيد، وأردت منها اعادة الاعتبار للخليفة المسلم المجاهد الذي كان يحج عاما ويحارب عاما، وله مأثر كثيرة ففي وقته الحضارة الاسلامية بلغت القمة وكان له اختراع الساعة المائية. انه المؤسس الحقيقي للحضارة الغربية، قام بإصلاح ديني وقانوني واقتصادي، كان رجل أمي ولكن صاحب إرادة وعزيمة ونظرة مستقبلية.