فاطيمة بوقرطابة فنانة موهوبة لم تتعدى 18 سنة، ابنة مدينة فوكة بولاية تيبازة، بدأت حكايتها مع الرسم واللون وسنها لا يتعدى 6 سنوات، تقول في حديثها مع “أهل الفن” “كنت أرسم في البداية الرسومات الكرتونية، وحين صار عمري 9 سنوات بدأت أرسم من مخيلتي كالأشجار، الواحات، الأزهار والفراشات على الأوراق بالألوان العادية والمائية، فواجهتني عدة انتقادات “اهتمي بدراستك لا تضيع وقتك في هكذا تفاهات”.
زكرياء دربيخ
بعد سنة قدمت المعلمة واجب منزلي عن الأمير عبد القادر، ولما ذهبت فاطمة للمنزل لحل الواجب وجدت نفسها ترسم الأمير عبد القادر فانبهرت من نفسها واندهشت فلم تتوقع أنها صناعة بورتريهات لشخصيات عظيمة، تقول في هذا الشأن “لم أتوقع بأني أستطيع رسم الشخصيات فذهبت مسرعة إلى أبي لأريه ماذا رسمت، فتعجب مني وقال أنا متأكد بأنك لست من رسمتها لم يصدقني حينها لكن كنت سعيدة”.
أخذت الواجب بحب وقدمته للأستاذة ومعه الصورة التي رسمتها فصفق لها الجميع وسعدت المعلمة بإنجازها وهي التي كانت تعلم بأنها تجيد الرسم وموهوبة، أخذت تلك الصورة إلى بيت جدتها للتباهي فرآها خاله “وقال لي إن رسمتني سأكافئك وأعطيك مبلغ مالي فترددت لأني كنت أشعر ببعض الخوف، تركته يومها حت ينام وأخذت الورقة والقلم لرسمه وهو نائم حتى انهيت، تركت اللوحة بجانبه وعندما استيقظ وجدها بجانبه فاندهش”.
منذ تلك اللحظة أصبح الجميع ينادي فاطيمة بالرسامة، حتى والدها اندهش من موهبتها وقدم لها كل التشجيع، فكان نعمة الأب الذي اعتنى بابنته وهي صغيرة ليعتني برسمها كطفل الصغير، فكانت كلما ترسم لوحة يعتبرها مولودا جديدا دخل للبيت.
وبعد مضي سنوات أرادت بوقرطابة تعلم شيء جديد غير الرسم على الأوراق واللّوحات فأحبت التوجه إلى شيء مختلف، فتوجهت إلى الرسم على الجدران، فكانت أول جدارية رسمتها في قسمها ليتم دعوتها المدير لتزيين كل المؤسسة، ومن هناك بدأت بالرسم على الجدران وأصبحت معروفة في البلدية التي تقيم فيها.
“أحبت رسم الرسومات الكرتونية لأنها تذكرني بطفولتي وكانت بدايتي مع الرسم ولكن أفضل الطبيعة لأني أشعر بالهدوء عند رسمها”، فاطيمة التي بدأت من رسم الكرتون كبرت ونمت أحلامها لتصبح الفاتنة برسمها حيث تواصل معها مدير دار الثقافة للمشاركة في المعرض فشاركت فيه وكرمت من قبل المدير ورئيس البلدية وتم اقتراح عدة مدارس لرسمها فرسمت تقريبا كل مدارس بلديتها.
ومن تزين الأقسام إلى رسم وتزيين كل حي وشوارع بلدية فوكة، “تحمست ووافقت وأنا الآن أسعى جاهدة لتطوير نفسي، وحلمي فتح مدرسه خاصة لتعليم الأطفال الرسم والإبداع والمشاركة في المعارض العالمية الدولية الكبرى وأن اكون يوما ما أشهر وأكبر رسامه في العالم”.