سعاد جناتي الممثلة المسرحية التي تبدع ركحيا ، المرأة التي تملك الخشبة بمجرد ما تعتليها، فكلما اعتلت المنصة انفجرت قدرات كانت كامنة قبل برهة، الفنانة التي ولدت لمسرح لا غيره من الفنون، عشقته وغامرت فيه بصدق وحب متقاطعين النظير.
زكرياء دربيخ
كانت بدايتها من المسرح الجامعي حيث تغذت روحها بأبي الفنون سنة 2003 مع فرقة أهل الفن إلى غاية دخولها للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس سنة 2007 كمحترفة لغاية اليوم، واجهت جناتي العديد من الصعوبات، وقالت كلما صادفها مشكلة “المهم والأهم أن يستطيع الإنسان تخطيها بالعزيمة والعمل والإرادة”.
“العمل مع هشام متعة واحترافية”
جمعها القدر مع المسرحي هشام بوسهلة وقالت “العمل مع هشام متعة واحترافية عالية باعتباره كاتبا ومخرجا للعرض فهو ملم بكل تفاصيله من الشخصيات إلى الإضاءة، يجعل الأمر سهلا أمام الممثل لكن يتطلب جهدا كبيرا وتركيزا عاليا “.
شاركت في المهرجانات الدولية بأعمال مسرح “موزاييك” وتميزت مع زوجها رفيق دربها هشام بالمونودرام فكلما وقفت كان خلفها ككاتب ومخرج، “كانت تجربة ناجحة جدا تخللت بفوزنا بعدة جوائز على غرار مشاركتنا بمهرجان “بولندا” للممثل الواحد أين تحصلنا على الجائزة الكبرى كأحسن عرض وكذا مهرجان “تيسبيس” بألمانيا ومهرحان “البقعة الدولي” بالسودان “.
مونودرام “مايا”، “ميرة”، “لالونا” متعة الفن الرابع
قدمت الممثلة سعاد جناتي مونودرام “مايا” لأول مرة سنة 2012، كتب نصه وأخرجه “هواري هشام بوسهلة” وركب موسيقاه “العربي شرياف”. ويتلخص موضوع المسرحية حسب كاتب النص: “.. في جملة من الأحداث التي وقعت في مجموعة من البلدان، انطلاقا من الأندلس بلد الغجر والغجريات من شارع الفانين وكذا شارع الرمال ببرشلونة بمعهد بيت العالم حيث تروي “مايا” .. كيف غامرت (حرقت) كيف عاشت هنا وهناك في بلد كهذا… كيف عشقت وغنت ورقصت “الفلامينكو”… تحكي “مايا” حكايتها بكل اللغات بكل صدق وإحساس، تضحك وتبكي تشخص وتتقمص كل ما صادفته في تلك الرحلة”.
أما مونودرام “ميرة” هي مونودراما اجتماعية، حاول من خلالها مخرجها تقديم قراءة جديدة للمتغيرات التي حدثت في المنطقة العربية وما تمخضت عنه من نتائج انعكست على البيئة الإنسانية للمواطن العربي في ظل أحداث متسارعة التي جاءت لتحدث صراعات كبيرة في الواقع الإنساني العربي وقد اشتغل النص “ميرة” على تقديم قراءات بشكل جديد من حيث بناء الأحداث والشخصيات داخل النص الدرامي.
وجاء ذلك في قصة الفتاة “ميرة” التي تصنع وتبيع الدمى لتعيل عائلتها المكونة من أخيها الصغير “ميمو” وجدتها العجوز، تعيش الفتاة قصة حب، وحلمها الوحيد هو التحضير لليلة زفافها، لكن حلمها لم يدم طويلا، حيث تصطدم بواقع جديد ومؤلم غير مجرى حياتها وحياة سكان المدينة التي تقطن بها، فبدأت تبرز على الساحة تنظيم تظاهرات يومية يطالب فيها سكان المدينة السلطات بتحسين مستوى معيشتهم، فأصبحت تتردد على مسامعها عبارات “الشعب يريد. . . . . “، وبعدها بفترة داهمت الشرطة محلها واعتقلتها لان حبيبها كان من ضمن المتظاهرين، فتسجن ميرة، تعذب وتغتصب.
وعلى إثر هذه الأحداث المستعصية تعلن حالة طوارئ في المدينة، وذلك لظهور متطرفين وإسلاميين، فتعتقل ميرة للمرة الثانية لكن هذه المرة بحجة أن الدمى شيء محرم ولا يجوز التجارة بها، فتسجن من جديد وتعذب وتغتصب، فتصبح أسيرة السجون، وفي هذه الأثناء يقصف السجن وتتحول المدينة إلى ساحة معركة، تهرب ميرة من سجن، فترى حبيبها بعد غياب طويل على ظهر دبابة أجنبية فترفض مقابلته، وتصطدم بواقع جديد، فتحمل أمتعتها وما تبقى لها من المحل وترحل إلي مكان أخر مجهول.
“الفن الرابع يحتاج إلى ترتيب بيته”
تأسفت جناتي لما وصل إليه المسرح في الجزائر وقالت “الفن الرابع يحتاج إلى ترتيب بيته، لا ينقصه الإبداع، لا تنقصه الطاقات فالجزائر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، باختلاف تنوعها تملك كل المؤهلات البشرية للنهوض بالمسرح”.
وأضافت “أعتقد أنه علينا الرجوع إلى المدرسة، تعميم المسرح في المدارس سيصنع أجيالا من محبي وممتهني فنون العرض”.
أما عن أهم المشاريع المستقبلية التي تعمل عليها سعاد جناتي مسرحية ثنائية بعنوان “تينة وزيتون” مع الممثل القدير عبد الله جلاب، نص وإخراج هشام بوسهلة.