مريم جوادي شابة في مقتبل العمر 22 سنة، من مواليد الجزائر العاصمة، طالبة جامعية تخصص مالية ومحاسبة، اختارت الفن كرسالة تربوية، وكشفت لنا عن حبها للموسيقى الأندلسية فتكونت على مدار سنوات، واليوم تعمل على تكوين أجيال ناشئة تزرع فيهم حب الموسيقى القادمة من غرناطة بوابة الأندلس التي ورثتها بلدان الشمال الأفريقي.
صارة بوعياد
اكتشفت جوادي هذا العالم الجميل عن طريق بنت خالتها زهية زواني قائدة الأوركسترا في فرنسا حيث كانت مولعة بها وهي تقدم تلك المعزوفات المنتهى في الروعة، فولجت من باب الفضول إلى المعهد الموسيقى والتمثيل وتعلمت الصولفاج، وانغمست في الموسيقى الكلاسيكية لمدة سنتين، لكن لم تلبي شغفها ولم تطفئ شمعة حبها للموسيقى، ومن باب الصدفة ولجت إلى دار الشاب حسن الحسني ببوزريعة لتجد ما كانت تبحث عنه وغايتها في الموسيقى الأندلسية فكانت تؤدي أغاني في غاية الروعة بصوتها المتميز الذي يترك رنينا مملوء بالحنين والذكرى بعدما تكونت على يد جمعية ريشة بوزريعة لأستاذها مالك نور الدين لتتخلى عن المعهد لتجدف بحلمها في عالم الموسيقى الأندلسية لمدة 10 سنوات.
الموسيقى تربية والثقافة في آن واحد
مريم شابة متذوق للفن الشعبي والعاصيمي منذ صغرها فكانت تسمع لفضيلة دزيرية والموروث الثقافي رفقة جدّتها، فتعلمت كيف تربي مسامعها على الغناء الأصيل وهي اليوم تربي أجيالا أخرى في عز شبابها، حيث تجد أن الموسيقى ليست فن فقط بل هي أداة للاتصال والتواصل، الموسيقى تربية والثقافة في آن واحد.
شاركت في العديد من المناسبات واليوم انتهجت أسلوب الإنتاج رفقة مدير دار الشباب حسان الحسني ببوزريعة كريم جعفر، حيث قامت بإنتاج أغنية عن الجزائر “دامت الجزائر”، وفي ذكرى الثانية للحراك الشعبي المبارك قدمت أغنيتها الثانية “اليوم عيد”، وهي التي تركت بصمتها في المهرجانات الموسيقى الأندلسية وسهرات رمضان.
اخترت الفن للتعبير عن ذاتي وأحلامي
مريم جوادي قالت إنها اختارت الفن للتعبير عن ذاتها وعن أحلامها، وللدفاع عن فن يقال أنه افتقد رونقه عبر الزمن بتربية جيل أخر من الناشئة على مسامع راقية في الفن الأندلسي، وهي من قررت التكوين في نفس المكان الذي عادت فيه أستاذة للموسيقى الأندلسية، وهي التي لا تزال تتغنى بالجزائر عبر أغاني يرددها تلاميذها.
تحلم مريم أن يخرج صوتها من قبعة دار الشباب حسن الحسني ببوزريعة التي لا تنكر أنه المكان الذي احتضنها طيلة عقد من الزمن، فتكونت وتعلمت المبادئ الأساسية لهذا الفن، وأن يعترف الأخر بوجودها وبصوتها المتميز الواعد كالمؤسسات ثقافية التي تطمح أن تحتضن موهبتها وترفع من قيمتها عبر تقديم عروض فنية تبقى خالدة في ذاكرة الزمن.
طموحها لا يقف في حدود الموسيقى الأندلسية بل يتعدى حلمها بأن تكون مديرة أعمال، وتدير في آن واحد المشاريع الخيرية التطوعية في سبيل زرع البسمة، لتبقى بصوتها المتميز تطرب الأذن من خلال الأغاني الوطنية التي تتغنى بها وتأمل أن تجول كل ربوع الوطن، ولما لا خارج أرض الجزائر.