عاشق العنقاء “الملك البليد”

الأكثر قراءة

افتتاح ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد بمناسبة الشهر الفضيل
إطلاق حاضنة المدرسة العليا للفنون الجميلة "آرتي"
وهران تحتضن ندوة حول "مسرح علولة والبحث العلمي"
فتح باب الترشح للطبعة ال8 لجائزة "كاكي الذهبي" للكتابة الدرامية
افتتاح الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة
فيلم يكشف استخدام فرنسا أسلحة كيميائية في الجزائر
عرض مسرحية "الخيط الأحمر" بقصر الثقافة مفدي زكرياء
القصبة ذاكرة وطنية حية تحتفي بتاريخها
البليدة: فتح المسرح البلدي "محمد توري" في حلة جديدة
تقديم العدد الأول لمجلة "سينماتيك" بالجزائر العاصمة

اختلطت علي الألوان، وتشابكت لتكون شعاعا قاتما، يرعب العنقاء وعاشقها، واختلطت حروفي، التي رحت ألملمها، حتى تصير كلمات أعبر بها، ولكن عبثا أحاول، وأنا الأديب اللبيب، عندما استدعاني الملك البليد إلى مكتبه كنت شجاعا لا خوف يعتري كياني المفعم بالإيمان، ولأنني لا أخشى في الله لومة لائم، بل كنت لا أرى خوفا منه أو من غيره، وأنا الذي أحمل رسالة طاهرة، لكن عاشق العنقاء وأذنابه، كانوا في انتظار الحكم القاصي الذي سيصدر ضدي، وأنا الذي أقف بدون دفاع في مواجهة الخصم الحكم وفي حضور مستشاريه، أما العنقاء فكانت تراقب المحاكمة لتنفذ حكما، كنت قد نسيته، تذكرت أن المحكمة في ذلك الزمان، كانت تصدر حكما بدفن الزوج حيا مع زوجته المتوفاة، والعكس وارد.

تدفن الزوجة الحية مع بعلها المتوفى، كان هكذا الحكم الذي انتظره أقسى بكثير من هذا، ولكن بعد المشاورات والمداولات، أصدر عاشق العنقاء بحقي حكما، بحرماني من حروفي، وألوان قوس قزح وقد نزل هذا الحكم المخفف في نظرهم، نزل عليا كالصاعقة، وأنا الذي كنت أنتظر حكما برمي في وادي الافاعي، تمنيت حكما أقسى، لأنني والحق يقال سئمت هذه الحياة، تمنيت حكما قاسيا لا أرجع فيه إلى الكتابة لأن هذا العالم لا يريد منا أن نكتب عن الطهارة والحب والاخلاص، يريد مني أن أسجد للعنقاء، وأن أركع للملك البليد، صفق المستشارون والجمهور للحكم، لكن تصفيقهم كان كالمسامير وهي توخز قلبي وخزات مؤلمة.

وأنا أشاهد أطيافا الجمهور الغفير، ينادي بإسمي لكنه تشجيع كالبكاء وكطيف العنقاء التي ترهلت عضلاتها لتنتظر أجلها المحتوم، أما الملك البليد، رغم أنه رأى ما آلت إليه حالة العنقاء إلا أنه أعطى أذنيه لمستشاريه الذين تفننوا في النميمة، وراحوا يبثون سمومهم، في جسده المريض، وهو يتسلى بجسمه النحيل ونرفزته الدائمة ليسلي نفسه، بتعذيب الضعفاء، أما أنا فإنني أموت في اليوم مئات المرات، وأتمنى أن أموت مرة موتة لا رجعة فيها خير لي من عيشة ذل، والعنقاء ما رحمتني وبقيت تعذبني كل حين.

بقلم: حركاتي لعمامرة من بسكرة       

 

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x