عرف مؤخرا ظهور عادة وأسطورة كانت قد اندثرت بعد تطور العلم والتعلم، فـ “غنجة” التي تقوم نساء القرية بصنعها على شكل صليب ولبسها لباسا تقليديا أمازيغيا “تكشيطة وسبنية” والطواف بها حول مسجد أونان بقرية عين باردة البيبان وترديد عبارات تعتبر شركية كـ “أ غنجة بشلالاق جب شتا فخنادق” “وأ غنجة غنجات الله جب شتا من عند الله”.
إن هذه العادة حسب الشريعة الإسلامية تعتبر شركا بالله تعالى نظرا لاتخاذ “غنجة” كإله لجلب المطر.
فما معنى “غنجة” عند الامازيغ وجبالة؟
وما معناها في معجم اللغة العربية؟
غنجة عند الامازيغ وجبالة
تحتفظ الذاكرة الشعبية بأسطورة “غنجة”، حسب ما هو متداول في الثقافة الشعبية لأمازيغ شمال أفريقيا كالجزائر والمغرب، و تروي الأسطورة حكاية “غَنْجَة” الفتاة الفاتنة الوحيدة لعائلة ثرية، التي نشأت في عز وترف “بعيدا عن أنظار الرجال”.
و لم تعرف “غنجة” إلا أهلها المقربين، كما عرفت بجمالها الفتان وتواضعها “فكانت روحها نقية”، واسمها مستمد من جمالها.
وتروي الأسطورة أن الرجال لم تقع أعينهم على غنجة و”لم ير فتنتها إلا طيور السماء”. وعندما اشتد الجفاف في أرض قبيلتها، وحمل معه الرياح والحرائق والأمراض، لجأ الناس إلى الطلاسم والشعوذة، اعتقادا منهم أن ذلك قد يجلب المطر، إلى أن اجتمع شيوخ البلدة، فطلب أحدهم من والد غنجة، أن تخرج عارية الرأس والقدمين “لعل الجفاف ينجلي عنهم”.
و خرجت “غنجة” لأول مرة أمام الناس، مثلما اتفق شيوخ البلدة، وما إن خطت خارج عتبة منزلها حتى هبت ريح قوية.
تغيرت أحوال البلدة وعادت المياه المتدفقة للأرض الرمضاء، التي عانت من الجفاف لسنوات، كما تحكي الأسطورة.
معناها في المعجم العربي
غنْجة و غنِجة من فعل غَنَجَ و هي المرأة المدلّلة التي تغازل زوجها وتغريه بمفاتنها وحسنها ويقال ايضا امرأة غنِجة وامرأة غُنج.
فالاسم في في الامازيغية والعربية يجمعهما معنى واحدا وهو المرأة الفاتنة المدللة.
لكن اتخاذ هذه الاسطورة على انها تجلب الغيث هو اعتقاد خاطئ.
بقلم: محسين الرحوي