دار الأمير تملك مشروع موجها لأطفالنا في المهجر
تحدت كل الصعوبات وواجهتها بشجاعة، غامرت في مجتمع ليس بمجتمعها، وأرضخت الأخر لرغباتها في تأسيس دار نشر الأمير للتوزيع والترجمة، فكانت بذلك أول دار نشر جزائرية في فرنسا، الناشرة حياة قاصدي تفتح قلبها وتحكي لنا مغامرة ابحارها في عالم الكتاب والنشر، لتكون الأمير نقطة تواصل بين العربي والغربي، وهي التي لم تخفي عن مشروعها الممنهجة لصالح أطفالنا في المهجر.
حوار: صارة بوعياد
كيف جاءت فكرة تأسيس دار الأمير للنشر والترجمة في فرنسا وهي تعد أول دار نشر جزائرية؟
جاءت فكرة تأسيس دار الأمير للنشر والتوزيع والترجمة لتكون نقطة في الساحة الثقافية لدى المغترب، لاحظت انعدام دور نشر عربية في فرنسا، بالنظر إلى الأعداد الهائلة للمهاجرين، سواء كانوا جزائريّين أو عرب، هناك فراغ في مجال النشر والترجمة، في انتقال الثقافات من منطقتنا نحو الضفة الأخرى ورغم صعوبة تحقيق هذه الخطوة إلّا أن إيماني بهذه الضرورة يغذيه اليقين أن وراء كل محاولة وتحدٍّ نجاح قد يتحقق وإن كان على المدى البعيد.
ما هي الصعوبات التي واجهتك في تأسيس دار الأمير؟
الصعوبات كثيرة، أولها عدم إيمان أطراف متعدّدة بهذه الخطوة، التجربة ليست سهلة وخاصة كونها خارج الوطن، وفي بلد لا يحمل هويتك ولا يتحدث لغتك. عندما تكونين امرأة هذه صعوبة، وأن تكوني عربيّة مسلمة في بلد ليس ببلدك، هذه صعوبة أخرى، رغم أنّ السلطة الفرنسية قدمت لي تسهيلات إدارية مثلي مثل الفرنسيّين.
أين تكمن المشكلة في التحديد؟
المشكلة في توزيع الكتب الآتية من الضفة الأخرى، فالمكتبات الفرنسيّة لا تقبل إلا العناوين الناجحة مسبقا، والأسماء اللامعة. ذات مرّة طلبت مني صاحبة إحدى المكتبات في باريس، إذا كنت أملك كتب آسيا جبار وياسمينة خضرا، غير ذلك لا يمكن قبول الأسماء المغمورة. لذلك حاليا أوزّع عبر منصة الأمازون العالمية، كناشرة لها امتيازات وعليها واجبات فليس سهلا، والدار تأسست منذ سنة أن تحقق كل الإنجازات في مدة وجيزة.
لماذا اخترت اسم الأمير لدار النشر؟
جاء اختيار اسم الأمير لعظمة شخصية الأمير عبد القادر ووزنه في الساحة العالمية، الأمير رمز نعتز به كجزائريّين أينما حللنا، هو نجم جزائري سواء على الصعيد الثقافي أو السياسي.
ما هي أهم الإصدارات التي نشرت عن دار الأمير؟
الإصدارات متعددة، لدينا عناوين في الروايات والشعر والدراسات وأدب الأطفال . كما بدأنا ترجمة سلسلة من أدب الطفل من العربية إلى الفرنسية والإنجليزية وهذا يعد مشروعا موجّها إلى أطفالنا في المهجر، لتناوله القيم الدينية والتعرف على هويتنا الحضارية.
إلى أي مدى يقدر شغفك في الكتابة؟
الكتابة حلمي الأول والأخير، الكتابة هي العالم الذي يفتح الأبواب المهجورة ويسلط الضوء على العقد المبهمة، الكتابة عالم من الصفاء يصل بنا نحو الفضيلة.
كيف يراك الأخر أقصد الفرنسيين هل تلقيت عروض للإصدار أو المشاركة في الصالونات؟
نعم أتواصل مع العديد من الأوربيين الذين وجدوا مشروع دار الأمير نقلة نوعية، تربط الشرق بالغرب، فعلا هناك مشاريع سأفصح عنها حين البدء في عملية التنفيذ. الآخر فهمني اكثر وقدر طموحي بكل اعتزاز واعتبرني عنصرا مهما لبلدي.
لماذا اخترت الهجرة إلى فرنسا؟
سبب الهجرة كان معاناة العشرية السوداء وارهاصاتها الثقيلة، وأما اختيار فرنسا دون غيرها كان سببه وجود عائلتي فيها منذ الثمانينات، كما أن فرنسا هي الأقرب إلينا جغرافيا. وتعد المكان الأول الذي يقصده الجزائري وهذا معروف تاريخيا.
ماذا يعني لك التاريخ وقد اشتغلت كمدرسة لسنوات؟
التاريخ مفتاح الوعي الذي يتزود منه المثقف والعالم والسياسي، التاريخ ليس مجرد قصص تسجل على الكتب، إنه ذاكرة الإنسان التي يستيقظ عليها لبناء حاضره ومستقبله، التاريخ هو الهوية والجغرافية وشمس المستقبل. لذلك نحن مجبرون على إعطاء هذه المادة العناية الكافية، لتحديد الزوايا التي تضيء وجودنا أمام الأمم الأخرى، فالشعوب توزن بتاريخها، وهي مسؤولة على احترامه عندما تقدم المزيد من الإنجازات الفكرية.
هل ستكون دار الأمير بالمعرض الدولي للكتاب في الجزائر؟
سنشارك في معرض الجزائر الدولي للكتاب، ونتمنى أن تكون هذه المشاركة في المستوى المطلوب وأٔن تحقق ما يتطلع إليه الكتاب رغم صعوبة الوضع.