الشاعرة عائشة جلاب: “مهما ترأست الرواية على العرش يبقى الشعر الفارس النبيل للإبداع”

الأكثر قراءة

افتتاح ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد بمناسبة الشهر الفضيل
إطلاق حاضنة المدرسة العليا للفنون الجميلة "آرتي"
وهران تحتضن ندوة حول "مسرح علولة والبحث العلمي"
فتح باب الترشح للطبعة ال8 لجائزة "كاكي الذهبي" للكتابة الدرامية
افتتاح الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة
فيلم يكشف استخدام فرنسا أسلحة كيميائية في الجزائر
عرض مسرحية "الخيط الأحمر" بقصر الثقافة مفدي زكرياء
القصبة ذاكرة وطنية حية تحتفي بتاريخها
البليدة: فتح المسرح البلدي "محمد توري" في حلة جديدة
تقديم العدد الأول لمجلة "سينماتيك" بالجزائر العاصمة

“أشهر المسابقات الإبداعية هي شعرية”

قفا نحك”، “عطر السنين”، “رعشة النبيذ”، و”معزوفة الرياح”، هي قصائد تحكي قصصا ومعاني للشاعرة الجزائرية عائشة جلاب، التي تنحدر من منطقة داخلية تكثر فيها القيود المفروضة والعادات والتقاليد البالية التي تقيد حرية التفكير والإبداع، وجدت نفسها مرغمة على قول ما يريده المجتمع، ولو ببعض الرمز والتحايل الذكي، وارتداء قناع الطاعة الكاذبة، اختارت الحرف لتنسج منه أشعراها في شعر التفعيلة والعمودي. توجت في العديد من المسابقات وطنيا وعربيا حيث تألقت بقلمها الذي ينبض شعرا، وهي المتجددة في فلسفتها الشعرية.

حوار: صارة بوعياد

حدثينا عن تتوجك بالمرتبة الثانية في شهر نوفمبر؟

هذه الجائزة تمثل لي الكثير في مجالي الشعري ومساري الثقافي، كما تعتبر بصمة مميزة تضاف إلى سجلي وعطائي في روزنامة النجاحات، وتحفيزا على المواصلة بأن صوتي أصبح مسموعا في المحافل الوطنية، وان قلمي يستمد حبره وقوته من منبع صاف لا يجف خريرة ولا بنضب معينه، وكل فوز  يعتير بداية وليس نهاية، أو استراحة محارب لينهض من جديد شاحذا همته باريا سلاحه على مبرد الإرادة والصمود.

فزت سابقا في مسابقة صالون يازيد الثقافي بقصيدة “قفا نحك” الفائزة وعليه حدثينا عن خبر تتويجك من الجلفة وما هو فحوى القصيدة؟

أولا تعتبر هذه المسابقة فرصة لي وللشعراء الفائزين وحتى غير الفائزين، لأنها تحفيز لنا لتمحيص أعمالنا وإخراجها في أحسن صورة وحقيقة توقعت الفوز، لأني شاركت بقصيدة اعتبرها من أجمل ما كتبت، عنونتها بـ “قفا نحك”، على نسج معلقة امرئ القيس، الذي بدا معلقته الشهيرة بـ “قفا نبك”، وبطبع المرأة حكّاءة فأنا قلت قفا نحك، وحكاياتي برغم أني كتبتها على البحر الطويل وعلى النسق القديم، ولكنني كنت مُجدّدة في فلسفتي الشعرية وفي نظرتي بالحياة، وما يكتنفها من طلاسم والغاز وخبايا إذ ننكث ما حولنا لنصل إلى القليل والقليل جدا من مكنوناتها.

تجربتك دامت نحو 30 سنة، حدثينا عنها وكيف كانت بدايتك في فن الشعر؟

بدايتي كانت ككل البدايات، رغم الاختلاف الطفيف، خاصة أنني امرأة من منطقة داخلية فيها الكثير من القيود المفروضة والعادات والتقاليد البالية التي تقيد حرية التفكير والإبداع، فأجد نفسي مرغمة على قول ما يريده المجتمع، ولو ببعض الرمز والتحايل الذكي، وارتداء قناع الطاعة الكاذبة.

هل تجدين أن المسابقات المفتوحة للشعر تحفز الشاعر على الكتابة في زمن يقال عنه زمن الرواية؟

مهما ترأست الرواية على عرش الإبداع، لكني أرى أن الشعر هو الفتى المدلل والفارس النبيل للإبداع، لأنه يبقى كما قيل (ديوان العرب) وما وصل إليه الشاعران محمود درويش ونزار قباني، إلا دليل على أن للشعر مكانته التي لا ينازعه فيها أي نوع من أنواع الإبداع، وأيضا أشهر المسابقات الإبداعية هي المسابقات الشعرية، مثل أمير الشعراء، وشاعر المليون وشاعر كتارا، وغيرها، وهذا ما أذكى جمرة الشعر في قلوب الشعراء وتحفيزهم على المضي قدما للمزيد من الإبداع.

ما هي قافية القصيدة الأقرب إلى قلبك كشاعرة؟

بما أن بداياتي كانت في الشعر الحر، أي شعر التفعيلة، وهو أيضا شعر موزون عكس ما يظنه البعض، لأنه يعتمد على بحور التفعيلة الواحدة، ولكن مع مرور الوقت وجدت نفسي وراحتي في الشعر العمودي، لأنني أحب الانضباط والصرامة، ولأنني أعجبت بموسيقاه الداخلية الجميلة، والتي تعطيه ذلك التوازن الغنائية الرائعة التي تفتقر إليه بقية الفنون، ولأني امرأة امازيغية، تربيت وكبرت على الأهازيج والأغاني، حتى في تنويم الأطفال، على ترانيم لا زالت أنغامها في مسامعي.

كيف تجدين واقع الشعر وحال الشاعر في الجزائر؟

بخصوص واقع الشعر في الجزائر، فاني أراه يبشر بالخير والجمال، وذلك لبروز العديد من الأسماء الجزائرية على المستوى العربي، نساء ورجالا.

ما هو تقيمك للملتقيات الأدبية المقامة في الجزائر؟

الملتقيات الشعرية في الجزائر لهاما لها وعليها ما عليها، فمن الجانب الايجابي هي باب لولوج الأسماء والأصوات الغير معروفة لتجد الصدى الذي تبحث عنه، ومن الجانب السلبي هناك تطفل من البعض وأخذ أماكن لا يستحقونها، والموجع في الأمر هو تهميش المثقف للمثقف، ووجود متطفلين في الميدان يصبحون ظلا بغطى بعض الشموس التي لم تجد فرصتها للبروز.

هل من ديوان شعري بصدد الصدور؟

الجديد موجود دائما، والشاعر كالبحر لا يهدأ موجه ولا يسكت خريره، وعن قريب سيخرج ديواني لقادم، والذي سيكون عنوانه “شامخ كالانتظار”، وأخيرا شكرا على اهتمامكم النبيل على هذا الحوار الشيق والأسئلة المميزة، والتي سلطت الضوء على زوايا مظلمة في روحي كشاعرة، ويسعدني أن تنشر قصائدي على صفحاتكم الهادفة.

 

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x