لا يمكن أن ننكر الدور الذي لعبته الجزائر في تطوير الخط العربي والمغربي بشكل خاص وابرازه كثروة ثقافية تمتد إلى قرون، وكيف ساهم في اضفاء الروح لهذا الفن ومنحه الحرية في التعبير مع وضع قواعد واسس تنظمه، غير أن ضعف الدعم المعنوي والمادي حال دون أن يبرز هذا الفن كتراث وثقافة تستحق المكانة التي تليق بها.
لا يزال الخطاط الجزائري يقاوم بحب لمسايرة الحركة الفنية العالمية، وهو يداعب ريشته ليحاكي الزمن والمستقبل، فهو يسعى دوما الى تطوير قدرته الإبداعية في الرسم بالريشة، و اتباع مبادئ الخط في ولكن اليوم عندما نبحث في عمق التاريخ وكيف انتقل الخط والكتابة سنجد أنها عبرت بمراحل عديدة وكانت فيها تغييرات من حيث الجماليات والمبادئ .
جل المراجع والبحوث تقول إن الخط في بلاد المغرب (شمال افريقيا ) ينحدر من الخط الكوفي ويكتب بخط سميك والذي انتشر في أول منطقة بشمال افريقيا وهي القيروان ومن بعدها انتشر في أرجاء بلاد المغرب.
مدينة قسنطينة التي اشتهرت بالخطاطين أبرزهم عبد الله العطار الذي تميز بجودة خطه، وكذلك أحمد التليلي الذي كان بديع الخط سريع اليد. وتميز الخط الجزائري بالتناسق والوضوح والانشراح.
إن كثير من الباحثين والمشاركين العرب في المعارض الخاصة بالخط العربي ينبهرون بجمالية ما يقدمونه الرسامين الجزائريين من مستوى عالي في الدقة والجمالية، ليبقى السؤال دائما مطروحا أين هي مكانة الخط الجزائري في الفنون و الفضاءات الثقافية.
يجب علينا الحفاظ على هدا الموروث الثقافي الفني المتميز ونمنحه أكثر أهمية و ندرجه في البحوث العلمية والدراسات العليا في المعاهد والجامعات ونستخرج كل المبادئ والقواعد التي يتميز بها ونعمل على تطويره وترسيخه.
في النهاية الخط يبقى حضارة لشعوب والجزائر لها تاريخ وحضارة، هذا رأيي ويبقى الأمل قائما على أن نرى جيل يرفع قلم ليكتب بخط الجزائر مستقبلا جديدا في كل المجالات، واختم مساهمتي بأبيات كتبتها برائحة تاريخ الجزائر القديم.
قلم الجزائر كتب تاريخ الجزائر بدماء الشهداء
خطه واضح فيه ملامح الثوار والشرفاء
قصص ومعارك في جبالنا العلياء
ذكرى 16 افريل تاريخ العلم والعلماء
نجمة وهلال ضحى من أجلهم العظماء
تحيا الجزائر والمجد والخلود للشهداء
بقلم: زكرياء دربيخ