فنانون يهود تعود أصولهم إلى الجزائر

الأكثر قراءة

افتتاح ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد بمناسبة الشهر الفضيل
إطلاق حاضنة المدرسة العليا للفنون الجميلة "آرتي"
وهران تحتضن ندوة حول "مسرح علولة والبحث العلمي"
فتح باب الترشح للطبعة ال8 لجائزة "كاكي الذهبي" للكتابة الدرامية
افتتاح الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة
فيلم يكشف استخدام فرنسا أسلحة كيميائية في الجزائر
عرض مسرحية "الخيط الأحمر" بقصر الثقافة مفدي زكرياء
القصبة ذاكرة وطنية حية تحتفي بتاريخها
البليدة: فتح المسرح البلدي "محمد توري" في حلة جديدة
تقديم العدد الأول لمجلة "سينماتيك" بالجزائر العاصمة

فيما مضى كان في الجزائر يتعايش اليهود والمسلمون معا، إلى جانب بعضهم البعض الكل له دينه، والكل في كنف الثقافة الجزائرية يتعايشون، لكن سرعان ما تغيرت الأحداث وتسارعت لتصبح عدواه اتجاه اليهود لأن أغلبهم أداروا ظهرهم للجزائر  ابان  الاحتلال الفرنسي حيث استغلت فرنسا الفرصة لتمنح يهود الجزائر الجنسية الفرنسية، لكن لا يمكن للتاريخ النكران أنه بأكثر من مدينة في الجزائر خلفت فنانين يهود يتغنون بالجزائر وبمدنها، ورغم ترحيلهم منها إلا أن الكثير بقى يحن إلى موطنه الأصلي “الجزائر”، ومن بينهم نذكر “مسعود المديوني” و”رينات الوهرانية”، و”الشيخ ريمون” مدير جوقة المالوف في قسنطينة.

  • صفوان سعيد

هناك الكثير من اليهود الذين ولدوا وعاشوا في الجزائر، نهلوا من الثقافة الجزائرية وتذوقوا فنونّها وموسيقاها، من بينهم “إنريكو ماسياس” اسمه الحقيقي “غاستون غريناسي”، مغني يهودي فرنسي من أصل جزائري من مواليد 11 ديسمبر 1938، في الحي اليهودي بقسنطينة، اشتهر بلقب مطرب “المليون منفي” كناية عن “الأقدام السوداء”، وهو دائم التغني بالجزائر وخاصة مدينة قسنطينة فمن أشهر أغانيه “قسنطينة”، و”غادرت موطني”.

أما “الشيخ ريمون”، مدير جوقة المالوف، اسمه الحقيقي “ريموند ليريس”، من مواليد سنة 1912 بمدينة قسنطينة، أبوه يهودي جزائري من مدينة باتنة وأمه فرنسية، يعد جسر من جسور قسنطينة الحديثة، حيث نال لقب “الشّيخ”، تقديرًا لدوره العميق في خدمة موسيقى المالوف الذي يعد من روادها، فقد كان يُحظى باحترام من طرف يهود ومسلمي مدينته الشرقية، وسجّل بين عامي 1956 و1961، أكثر من ثلاثين ألبوما، تم اغتياله سنة 1961 برصاصة في العنق، بينما كان يتجول مع ابنته “فيفيان” في سوق قسنطينة المعروف بـ “سوق العصر”.

ومن شرق الجزائر “عنابة”، نجد المغني “سالم الهلالي”، اسمه الحقيقي “سيمون هلالي”، يهودي جزائري من مواليد مدينة عنابة سنة 1920 عرف بغنائه في الطابع الموسيقي “الأندلسي” وكذا “الشعبي”، هاجر سنة 1937 إلى فرنسا، وأنقذه عميد مسجد باريس “قدور بن غبريط” من ملاحقة النازيين له عام 1938، الفرنسية، بعض أغانيه ما تزال تردّد لحدّ السّاعة، منها: “أندلسية”، “تعالي” و”بين البارح واليوم”، أحيا حفلات في ثلاث قارات، وقضى آخر أيّامه، في عزلة، بدار للعجزة، وتوفي في جوان 2005 في مدينة “كان”. بالإضافة إلى الفنان “آلان شقرون” قسنطيني المولد، الذي ينحدر من عائلة يهودية متدينة، تغنى بالنوع الأندلسي والمالوف وكان يدمج في غنائه نصوصا من التوراة، غادر هو الأخر الجزائر إلى فرنسا ليبقى محبا لمسقط رأسه قسنطينة.

بلان بلان” من مؤدين أغنية “الراي” الوهرانية القديمة

أما رينات الوهرانية ، مغنية “الراي” يهودية جزائرية، اسمها الحقيقي “سلطانة داود”، من مواليد سنة 1915 بمدينة تيارت، عاشت لعائلة يهودية وتعلمت الغناء منذ صغرها وكانت تعتبر من رواد الغناء الأندلسي والبدوي الوهراني الجزائري، كما كانت تغني باللهجة الجزائرية ما عدا بعض التعويذات اليهودية العبرية، كانت تضمّ في جوقتها عازف البيانو الشّهير مصطفى اسكندراني، وغنّت برفقة أهم الأسماء الجزائرية، مثل فضيلة الدزيرية، مريم فكاي، أليس فتوسي، وعبد الكريم دالي، أحبت الجزائر كثيرا حيث غادرتها مكرهة إلى باريس حيث توفيت في 17 نوفمبر 1998.

(Photo by Eric CATARINA/STILLS/Gamma-Rapho via Getty Images)

كما نجد الفنان “موريس المديوني”، وهو يهودي جزائري من مواليد 18 أكتوبر 1928 بمدينة وهران، عاش وتعلم في الجزائر حتى الاستقلال، معروف في الجزائر باسم “مسعود المديوني”، من مؤدين أغنية “الراي” البدوية الوهرانية، غادر الجزائر بعد هجرة اليهود الجزائريين، ليستقرّ في مرسيليا، ولا يغادرها سوى لحضور أو أحياء بعض الحفلات في أوروبا وخارج أوروبا، عمل إلى جانب أهم أسماء عشريتي الأربعينيات والخمسينيات، مثل لين مونتي، ليلي العباسي، سامي المغربي ورينات الوهرانية، واستثمر موهبته في العزف على البيانو، وتطوير أشكال تلحينية جديدة، ورغم تجربته الفنيّة، التي تمتد على طول أكثر من ستين سنة، لم يصدر سوى أربعة ألبومات، كان آخرها عام 2006، برفقة العازف الكوبي روبيرتو رودريغاز، في واحد من أستوديهات نيويورك الأميركية.

ومن مؤدين أغنية “الراي” الوهرانية القديمة، الفنان “بلان بلان”، وهو الطابع الغنائي الذي كان يسمعه العرب واليهود في الجزائر أيام الاحتلال الفرنسي، اسمه الحقيقي “ألبير رويمي”، مغني من يهود الجزائر العاصمة، من مواليد مدينة تلمسان حوالي 1920، هاجر إلى فرنسا بعد استقلال الجزائر وتوفي سنة 1999 في مرسيليا، أما الفنان “روني بيريز” ينحدر من عائلة بن سوسان الأندلسية، من مواليد سنة 1940 بمدينة تلمسان، كان يغني “الشعبي” و”الحوزي” وهما نوعان متفرعان عن الغناء العربي الأندلسي، غادر الجزائر إلى فرنسا رفقة عائلته وتوفي في سبتمبر 2011 بباريس.

إيلي بونيش” أحد رموز أغنية “الفرانكو أراب

ومن بين المغنيات اليهوديات التي تنحدر أصولها إلى الجزائر العاصمة “لين مونتي” من مواليد عام 1926، واسمها الحقيقي “ليلى الفاتح”، عانقت الشهرة الواسعة عبر مسارح المنوعات، خاصة بعد حصولها على جائزة “إيديث بياف”، تلتها الجائزة الأولى في قاعة “أولمبيا”، وهو ما أهلها لتكون سفيرة الأغنية الفرنسية في العديد من أنحاء العالم، ومن مشوارها الفني قيل إنها سافرت إلى مصر والتقت بالفنان فريد الأطرش وتعلمت على يديه الغناء بالعربية، لتتوفاها المنية سنة 2003.

أما “ليلي بونيش”، فنان يهودي جزائري اسمه الحقيقي “إيلي بونيش”، ولد في حي القصبة بالجزائر العاصمة عام 1921، يعد أحد رموز ما يسمى بأغنية “الفرانكو أراب”، وهو النوع الغنائي الذي اقترن باسمه منذ خمسينيات القرن الماضي، تجاوزت شهرته حدود الجزائر إلى أوساط اليهود الشرقيين “السيفارديم” والجاليات الجزائرية والمغاربية في فرنسا وأوروبا، وتوفي عام 2008 بفرنسا.

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x