الكاتب والمترجم بلقاسم مغزوشن: “أنهيت رواية تسرد رحلة الفيلسوف كارل ماركس إلى الجزائر “

الأكثر قراءة

افتتاح ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد بمناسبة الشهر الفضيل
إطلاق حاضنة المدرسة العليا للفنون الجميلة "آرتي"
وهران تحتضن ندوة حول "مسرح علولة والبحث العلمي"
فتح باب الترشح للطبعة ال8 لجائزة "كاكي الذهبي" للكتابة الدرامية
افتتاح الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة
فيلم يكشف استخدام فرنسا أسلحة كيميائية في الجزائر
عرض مسرحية "الخيط الأحمر" بقصر الثقافة مفدي زكرياء
القصبة ذاكرة وطنية حية تحتفي بتاريخها
البليدة: فتح المسرح البلدي "محمد توري" في حلة جديدة
تقديم العدد الأول لمجلة "سينماتيك" بالجزائر العاصمة

كشف الكاتب والمترجم بلقاسم مغزوشن المتوج مؤخرا بالجائزة الأولى لرئيس الجمهورية للأمازيغية في فرع الأدب والترجمة إلى الأمازيغية بنص مسرحي عنوانه “بابور كيان”، على انهاء رواية باللغة الفرنسية (أكثر من 400 صفحة) تسرد عن رحلة الفيلسوف الألماني كارل ماركس إلى الجزائر سنة 1882.

حوار: صارة بوعياد

حدثنا عن تتويجك الأخير بجائزة رئيس الجمهورية للآداب واللغة الأمازيغية؟

تزامنا مع احتفاليات 12 يناير 2972 بعاصمة الأهقار المضيافة تمنراست، تُوجت بالجائزة الأولى لرئيس الجمهورية للأمازيغية في فرع الأدب والترجمة إلى الأمازيغية بنص مسرحي عنوانه “بابور كيان”، والذي يصور في أربعة فصول مقسمة إلى عدة مشاهد مأساة المنفيين الجزائريين في كاليدونيا الجديدة إبان القرن التاسع عشر، وهي تجربة مريرة ألمت بهؤلاء المعذَبين في تلك الجزيرة المنسية في المحيط الهادي لأنهم حلموا بتحرير أرضهم بلغة السلاح، فتم عقابهم نفسيا بالنفي القسري بلا رجعة، لا أرض لا وطن لا أهل، سوى الحزن والحرمان والموت البطيء في أقاصي الدنيا الموحشة. وأتمنى أن يجسد نصي هذا على خشبة المسرح ليتصالح الجمهور مع تاريخه بحلوه ومرِّه، قريبه وبعيده.

تواجدت في سيلا 2019 بثلاث كتب للترجمة حدثنا عن هذه التجربة؟

أشكر المثقف القدير رابح خدوسي، أحد أهم الروافد الأدبية وأعذبها، والذي اقترح عليَّ خوض تجربة الترجمة الأدبية بعدما اكتشف موهبتي ومؤلفاتي بأربع لغات، وأنا ممتن له قدر شساعة الحقل الأدبي. خلال سيلا 2019 كنتُ حاضرا بثلاث ترجمات روائية من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية: روايتَا “الضحية” و”الغرباء” للأديب الموسوعة خدوسي، ورواية “نساء في الجحيم” للأديبة المتميزة عائشة بنور.

الترجمة الأدبية أصعب من كتابة النص بحد ذاته بلغته الأصلية، لأن المترجم ملزم ببعث روح جديدة للسرد مع الحفاظ على الجوهر، وفاءً لصاحب النص. أن تلوك نصا بلغات أخرى مهمة فنية راقية من السهل الممتنع، وهذا من فضل ربي الذي جعل من اختلاف الألسن آية خالدة تسري على روية ما دامت المجرات.

هل من كتب للترجمة في الطبعة القادمة في سيلا خاصة بعد غياب دام سنتين؟

لحد الآن ترجمت ثلاثة عشر كتابا. جائحة كورونا عطلت كل سلسلة النشر وفتك بها الزكام على كل الأصعدة. مهمتي تقتصر على الترجمة، والمسار الذي يتبعه الكتاب المترجم خارج نطاقي. ربما سنجد روايتين جديدتين ترجمتهما من العربية والأمازيغية إلى اللغة الفرنسية. من المؤسف أن تُضبط بوصلة النشر والكتاب في الجزائر على صالون سيلا، كأن لا مكتبات في الولايات الثماني وخمسين. يجب إصلاح منظومة النشر وإحياء روح المقروئية في الجزائر والتي هي في الحضيض، والأخطر من ذلك اعتبار معظم الجزائريين المطالعة أمر ثانوي. لا نهضة ثقافية ولا رقي حضاري دون الكتاب، فثراء الأمم المتحضرة تقاس بالمعرفة وديناميكية الكتابة/النشر/المطالعة. هل نفرض ضرائب ثقيلة على من لا يقرأ؟.

كيف تجد واقع الترجمة في الجزائر؟

واقع الترجمة في الجزائر محتشم ولا يرقى إلى بلد بحجم قارة. في الحقيقة، الركود في الترجمة، باستثناء مبادرات شخصية، يخص أيضا البلدان العربية والتي لا تترجم إلا الأعمال العالمية الناجحة تجاريا. الغرب يترجم عشرات الآلاف من العناوين سنويا، والعرب مجتمعين المئات فقط، كأن حوار الثقافات وخصوبتها آخر اهتماماتهم. تقاعسنا في نقل الأدب العربي إلى اللغات الأخرى، فتراجعت ثقافتنا وطالها التجاهل في المحافل الدولية في المجال الثقافي الحضاري. والشلل الذي نعيشه في الترجمة سببه الاتكال على الغير واحتقار الذات وتأليه الأطلال الأدبية، عوض امتطاء ركب الازدهار الثقافي بكل عرباته، في الجزائر على سبيل المثال، لم نسمع يوما بمشروع ترجمة تاريخنا المجيد إلى لغات أجنبية مؤسف جدا.

وكيف ترى واقع الأدب الجزائري من ناحية النقد الأدبي؟

النقد الأدبي ليس من اختصاصي، ولكن هناك جامعيون يهتمون بالأدب الجزائري في أطروحاتهم ومقالاتهم العلمية وهم مشكورون على ذلك. النقد البناء من شأنه غربلة الأعمال الأدبية الجزائرية وإبراز أجودها لفرضها في الفضاء العالمي، خاصة إن تُرجمت. أجدد شكري لكل الطلبة (ليسانس، ماستر، دكتورة) والأساتذة الجامعيين المحترمين الذين درسوا أعمالي الأدبية بمختلف اللغات ووثقوها في مذكراتهم ومقالاتهم المنشورة في الدوريات المحكمة.

هل من جديد تشتغل عليه في الرواية أو الترجمة وعلى أساس تحتار هذه الأخيرة؟

أنهيت مؤخرا رواية باللغة الفرنسية (أكثر من 400 صفحة) تسرد رحلة الفيلسوف الألماني كارل ماركس إلى الجزائر سنة 1882، أي عام واحد قبل وفاته بمنفاه اللندني. وأشتغل حاليا على خمسة مشاريع روائية ناضجة بمختلف اللغات، وترجمات طبعا. دعمكم يشجعني لمواصلة هذا الدرب الشاق والملتوي.

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x