مرت الذكرى الأولى لرحيل الكاتب والصحفي مرزاق بقطاش الذي وفته المنية عن عمر ناهز الـ 75 سنة بعد صراع مع المرض، يوم الثاني من شهر يناير وهو مثقف نوعي، صحفي، أديب، مترجم كاتب سيناريو قاص و روائي ..
هذه التشكيلة الثقافية المكنونة في شخصية عرفت بحبها واهتمامها الكبير باللغة العربية واعتبرها
أجمل لغات الدنيا، فهي التي عكف على تعلمها منذ الصبا في المدارس الحرة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. ألا تستحق أن تخلد إلى جانب الكبار بجائزة سنوية على غرار جائزة عبد الحميد بن هدوقة، جائزة الطاهر وطار، وجائزة أسيا جبار،
فهو الشخص الذي تعددت أدوات التعبير لديه، فاهتم بالموسيقى و الرسم لكنه ظل متشبثا بأن اللغة أبغ تعبيرا عن خوالج النفس وصخب الحياة من الأدوات الفنية الأخرى، فالتزم الكتابة التعبيرية من خلال مختلف الأنواع الأدبية، وكانت مؤلفاته طيور في الظهيرة ، المطر يكتب سيرته ، البابور، رقصة في الهواء الطلق ،دم الغزال، يحدث ما لا يحدث ..و غيرها من العناوين التي حمل ثناياها جزءا من واقعه و تجاربه الحياتية، وخط حروفها بمسؤولية أخلاقية تمليها عقيدته الدينية .
درس في جامعة الجزائر وحصل على شهادة البكالوريوس في الترجمة من اللغة العربية –
الفرنسية – الإنجليزية. وبدأ مشواره كصحفي عام 1962 حيث عمل بعد تخرجه في العديد من الصحف والجرائد العربية والفرنسية منها وكالة الأخبار الجزائرية، وجريدة الوطن، والمجاهد، والشعب وغيرهم.
التحق الراحل صحافيا بوكالة الأنباء الجزائرية سنة 1962 وكتب في عديد الجرائد الوطنية باللغتين العربية والفرنسية، أولاها صحيفة الشعب في ديسمبر1962 بمقال حمل عنوان ” أدب الكتاب السود في أمريكا”، ونشر عبرها قصائده ومقالاته الأدبية.
هذا إضافة إلى تجربته الإذاعية مع الإذاعة الثقافية كمنتج لعديد البرامج القيمة و المميزة التي رسخت في ذاكرة المستمعين المنصتين -حسب وصفه- منها برنامج ” أبجديات”، “بين الفكر و الأدب”، “حصاد الأنترنيت “و “نافذة على التاريخ”. و هي البرامج التي أبدع في كتابة نصوصها و قرأها عنه صحفيو الثقافية لسببين أولهما اعتلال حنجرته جراء إصابته في الرأس في محاولة اغتيال سنة 1993 و التي نجى منها بأعجوبة، والثانية أنه يرى في نفسه غير مجيد للحديث إلا و القلم في يده ، كم
ا اعتبر تصوره للأمور يسابق كلماته ما يجعلها تتخاذل في تبليغ تصوره.
وبسبب عمله كصفحي، قابل عددا من المترجمين المحترفين مما سمح له بالتعلم وأخذ الخبرة منهم. حيث ترجم فصول من كتاب “الأرض والدم” للكاتب الجزائري مولود فرعون، ألف وعام من الحنين، دار الفرابي، 2002، ضربة جزاء، منشورات المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، 2002.
مرزاق بقطاش (1945 – 2021)، كاتب وروائي جزائري. له أكثر من خمسة عشرة إصداراً أدبياً في الرّواية والترجمة والقصة. آخر عمل له كانت رواية “المطر يكتب سيرته” الفائزة بجائزة آسيا جبار للرواية في دورتها الثالثة عام 2017. توفي بتاريخ 2 يناير2021 عن عمر يناهز 75 عاماً.
صارة بوعياد