أيَا عمَّاه يامَن كُنتَ بالحبِ سَاقِينا

ويا ظِلٌ كَان لِلعُمرِ بَاقِينَا

عَهِدنَاكَ مُنذُ الصِبَى للأعم بل أخينا

فاليُتمُ ذُلّ أمامَ أخٍ هُوَ أبينا

ربّاك يا عَمُ رَعاك وكانَ بالوِدِّ لاقيكَ

فلا همٌ ولا غمٌ ولا جرحٌ يأتيك

رأينا حُبَّه فيك يكبر حتى كادَ يُغرينا

حسبناكَ الأخ الأكبر وكانَ ذاك يُرضينا

عمَّاه يا عمَّاه ماك َان بُعدك يُغنينا

ولكِن كُنت بالبُعد أسبق وسارينَا

أيا عمَّاه يامن ذاق مُرّ اليُتم وما كُنتَ بِدَارينَا

فعطفُ الأخِ قَد كفى ووفى وكَان أخاكَ أبينا

أبينا من ماتَ يا عمُّ وخلَّف عمًّا ظانًّا أنّه سَيحمينا

أيا عمٌّ حرّم عنّا حتى رُؤيته وشم رائحة الغوالينا

أهذا ردُّ الجزاء؟ أم صار ردُّ الخير من شيَمِ الناكرينا

عامان يا عمُّ وغاب عطفك عنّا وكنت عادِينا

عطفُ ماذا يا عمّ إذَا كان حتى وجهُك غاب عن ناظرينا

فقدنا أبي يا عمَّاه وكُنّا لِجناحكَ مُحتاجينا

فقد كان حُسن الظنّ فيكَ عظيما

ولكِن عامان يا عمَّاه والشوقُ يُبكينا

وأنت من كل هذا وذاك مِن الغافلينا

نسيتنا يا عمّ والحقدُ فينا كان من الكابرينا

والكرهُ قد نَما ونما حتى أصبح عامِينا

أيا عمّ لك منّا جهلٌ قد يُنسينا

يُنسينا حتى قولُ الرسُولِ في الأقربينا

لك مني وعد يا عمّ فَحْواه أن الكُره في القلب باقينا

والحقد لا يزُول يا عمَّاه مادامت الحياة تدبُّ فينا

قُلنا عسى العمُّ بالودِ يُضفينا

وبالأسفِ يَكُن من النادمينا

لكن طال الأمدُ يا عمّاه حتى صِرت في قائمة العدُوينا

لنا يومٌ يا عمّاه لنا يوم تكون فيه أكثر الناس حاجِينا

وما نحنُ بِأولاد أخِيك ولا بُمعبرينا

وفي الخِتام أقُول لكَ يا عمّاه

حسبُنا الله فيك ونعماه

ابنة أخيكَ تتوعدك بالندم وكُل القلبِ فيها يُجافيك

بقلم: خولة فرفر