الصحفية زهية منصر : “كتابي المتوج بأدب الرحلة يتيح التعرف على أسماء غيبت لسنوات”

الأكثر قراءة

افتتاح ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد بمناسبة الشهر الفضيل
إطلاق حاضنة المدرسة العليا للفنون الجميلة "آرتي"
وهران تحتضن ندوة حول "مسرح علولة والبحث العلمي"
فتح باب الترشح للطبعة ال8 لجائزة "كاكي الذهبي" للكتابة الدرامية
افتتاح الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة
فيلم يكشف استخدام فرنسا أسلحة كيميائية في الجزائر
عرض مسرحية "الخيط الأحمر" بقصر الثقافة مفدي زكرياء
القصبة ذاكرة وطنية حية تحتفي بتاريخها
البليدة: فتح المسرح البلدي "محمد توري" في حلة جديدة
تقديم العدد الأول لمجلة "سينماتيك" بالجزائر العاصمة

قالت صاحبة “منازل الغائبين – على خطى المقيمين في الغياب” الكتاب المتوج  بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في فرع “الرحلة الصحفية” زهية منصر، إنه الكتاب الذي يتيح فرصة للأخر بالتعرف على أسماء جزائرية صنعت المجد للوطن ولكنها غيبت وبقيت مجهولة عند الكثير، ليكون كتابا ينفض الغبار عن  الطاووس عمروش، معمري، عبد الرحمان بوقرموح وغيرهم.

حوار: صارة بوعياد

بعد تتويجك في مسابقة ولد الشيخ لأدب الصحراء بالمرتبة الأولى عن كتابك “يوم التقيت البرتومورافيا في الصحراء” اليوم زهية منصر القلم الإعلامي المميز في الثقافة تتوج بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في فرع “الرحلة الصحفية” عن “منازل الغائبين – على خطى المقيمين في الغياب” حدثينا عن هذا التتويج؟

أرسلت عملي وقرأ من طرف لجنة تحكيم عالية المستوى وأكيد يسعدني هذا التتويج لأنه تثمين لجهد وعمل أعتقد أنني أحسنت اختيار زاويته.

الكتاب يعني لك الكثير لما يتضمنه من مواضيع مهمة كيف ذلك؟

يعني لي هذا الكتاب أن يقرأ في الوطن العربي ليس لأنه مهم من حيث المواضيع بل لأنه يتيح الفرصة لكثير من الأسماء التي تحدثت عنها أن تعرف خارج الجزائر فرغم أهميتها بقيت مجهولة ومغيبة لسنوات بسبب تصنيفات ايدلوجية جهوية وحتى عقائدية، مثل الطاووس عمروش التي سبقت الكثير من النساء حتى في الغرب في كتابة الرواية لكنها غير مترجمة وغيبت عقود عن فضاء الثقافة الجزائرية، ومثلها معمري غير مترجم كفاية أيضا ومثلهم المخرج عبد الرحمان بوقرموح الذي كان عليه أن ينتظر 57 من أجل انجاز فيلم.

هل تستهويك الكتابة في “أدب الرحلة” ولمن تقرأ زهية منصر؟

نعم يستهويني أدب الرحلة لأنه يتقاطع مع حب الاطلاع والشغف وحب اكتشاف الآخر والتعرف على الثقافات وهي ميزات تتيحها وتعلمها الصحافة، وقراتي متنوعة من الرواية للقصة والتاريخ وعلم الاجتماع تختلف حسب الظروف وحسب المتوفر والحاجة المهنية عادة أيضا.

كصحفية في الإعلام الثقافي ومتابعة لهذا القطاع كيف تجدينه؟

ليس لدينا إعلام ثقافي بالمعني المحترف للكلمة لدينا أقسام ثقافية تعاني فهي عجلة خامسة وستكون أولى ضحايا الإشهار، يوجه عادة أفضل الصحفيين للعمل في القسم السياسي على أساس أنه بريستيج عكس الأقسام الثقافية التي يعتبر فيها العمل ترفا، في حين أعتبر أن العمل في القسم الثقافي أصعب من الأقسام الأخرى لأن الصحفي في هذه الأقسام يجب أن يكون قارئا وعارفا بالسينما والفن التشكيلي والمسرح  والاتجاهات الفنية وغيرها.

هل استثمرنا ثقافتنا في زمن كورونا كبلد يعد قارة ثقافيا؟

للأسف لم نستثمر في ثقافتنا لا قبل ولا بعد كورونا الجزائر قارة ثقافية غير مكتشفة، كورونا صارت مشجبا علقنا عليه فشلنا في إدارة والتعريف واكتشاف مقدرات بلدنا ثقافيا.

في نظرك هل نعيش ركود ثقافي حاليا وإن كان كذلك من أين تأتي الاستفاقة من الدولة أم من المثقف؟

كلمة ركود متعددة وإذا كنت تقصدين التنشيط  فهناك العديد من النشاطات التي تنظمها سواء الوزارة ومؤسساتها أو المبادرات الشبانية والجمعوية، ولكنها غير كافية لصناعة مشهد ثقافي بدليل أننا البلد الوحيد الذي لم ينظم حتى الأن أي تظاهرة محترمة طيلة ثلاث سنوات، بينما سبقتنا دولا كانت إلى وقت قريب لا تقارن بنا في تنظيم وتسويق ثقافتها بل البعض يتجرأ على سرقة تراثنا وثقافتنا ونحن نتفرج. الاستفاقة مسؤولية الجميع فالثقافة لا تنتجها الوزارة ولكنها نتاج تربية وتأطير مجتمع كامل من المدرسة إلى الأسرة ومختلف هيئات البلاد الثقافة ليست نشاط لكنها أسلوب حياة.

حدثينا عن كتابك “على خط النار” وكيف كانت فيه مسار الكتابة خاصة أنك عايشت فترة الإرهاب؟

“على خط النار” كتاب شهادات لصحفيات عايشن فترة الدم وقد جاء هذا الكتاب بعد أن أردت في البداية انجاز تحقيق في إحدى مناسبات الثامن مارس ولاحظت أن  تجربة التسعينات غائبة وغير موثقة لدرجة أن صور الزملاء والزميلات غير موجودة حتى في محرك البحث غوغل. وأردت التسجيل مع بعض من عايشنا تلك التجربة. من منطلق أنهن الأقدر على رواية جزء من معاناة زمن الدم. الكتاب رغبة في التوثيق والحفاظ عل جزء من ذاكرة الوجع. اخترت أن أسجل شهادات النساء فقط لكون المرأة كانت المستهدف رقم واحد من طرف جماعات الموت وأن لقب صحفية في تلك الفترة كان مرادفا لحكم الإعدام.

من التوثيق انتقلت إلى كتابة القصة “رائحة الفضة” التي أبدعت فيها وأنت في المستشفى حديثنا عن قلمك الذي لم يجف حتى وأنت على فراش المرض؟

المجموعة القصصية كتبتها في فترات متقطعة تنقلت خلالها بين عدة مصحات طيلة سنة ونصف توقفت خلالها عن العمل الصحفي. كانت استثمارا حقيقا في الوقت ومقاومة للفراغ والأوجاع. طالما كانت الكتابة والقراءة منقذي من الخيبات منذ زمن الإرهاب. عادة لا أكتب لأنني كاتبة هذا شرف لا ادعيه أنا صحفية وسأبقى كذلك لكني عادة اكتب لأنسى ولأصير أفضل أكتب لأتنفس. فالكتاب تمرين ورياضة نفسية .

هل من مشاريع مستقبلا تتطلع لها زهية منصر؟

أنا صحفية ولست كاتبة محترف لذا يصعب أن أتحدث عن الكتابة كمشروع، لدي بعض الورشات المفتوحة في إطار اهتماماتي لكن لا يمكن الحديث إلا إذا تحققت.

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x