ونحن نحتفي باليوم العربي للمسرح، لابدّ أن نعترف بكل فخر أننّا كعرب بات يجمعنا سحر خاص اسمه المسرح ، ويوم عربيّ نطلق فيه العنان للأحلام والآفاق المسرحية التي في مقدّمتها ملامسة خطاب مسرحيّ جرئ وواعد بمنأى عن الرقابة أو السلطة السياسية.
يوم عربي للمسرح يحتفي بمسارات إبداعية تركت بصمتها شاخصة، وأخرى نفتح لها الآفاق لتحلّق عاليا محوّلة جلّ أمورها العاديّة إلى أحلام حقيقية تقف عند الشقّ التقني والفنيّ والإنسانيّ في أبهى صوره، صار من ملامح البهجة أن نرفع الستار عن عرض مسرحي عربيّ هنا أو هناك ضمن خارطة الزمكان لنغذّي شغف هذا المخرج ( ة ) ونحقّق حلم ذاك الممثل ( ة)، ونحتفي بعدوى الجمال في تأثيث الفضاء الركحي، وأن نعلن الوفاق بين هذا التيار أو ذاك ضمن نطاق مسرحي يهلّل للأفكار الجادّة ولا يعترف بالحواجز ليكون الفن الرابع حرّا طليقا وهو يفكّك شيفرات السؤال فوق خشبات المسارح.
أن نحتفل بيوم عربيّ للمسرح معناه أننّا نعترف بهويّتنا ، نفرض أصالتنا ونعانق المدّ الآخر خدمة لمسارنا المسرحيّ العربي في نحت الإنسانية وترسيخ أصول الفكر والثقافة وطرح الأسئلة الجادّة لنؤكّد على شرعية وجود الإنسان منّا وهو يصارع القضايا الآنية والقضايا المصيرية ليأتي المسرح بلسما لكل جراح أمّتنا العربية وهي تسعى جاهدة أن تتعافى من ندوب التاريخ.
وفي احتفالنا باليوم العربي للمسرح نداء متجدّد آخر نحو التحرّر من تبعية السلطة، هته الأخيرة التي تتعامل مع المسرح والمسرحيين على أنّهم أداة ترفيه لا سلاح إبداعي وفكريّ وحضاريّ له أن يحقّق التوازن على مستوى أكثر من صعيد، سلطة ما تزال ترى في الفنّ لا سيّما المسرح فعلا غير مُجدٍ في ظلّ الركض وراء سدّ ثغرات الحياة والعيش الكريم، سلطة ما تزال تضيّق الخناق على الفنان ومع ذلك ما يزال ذلكم الأخير ( الفنان ) يصارع كل الظروف لنحت جمال مسرحيّ بلمسات إبداعية وحضارية وفكرية لا تعترف بالقيود.
وفي يومنا العربي للمسرح لابدّ من الاعتراف بجناحي الهيئة العربية للمسرح المحلّقة عربيا ودوليا لدعم كل جهد وإبداع مسرحيّ له أن يصنع الفارق، ويحقّق نهضة فكرية بمنأى عن الزّيف.
فكل عام ومسرحنا العربيّ بخير
كل عام وكل المسرحيين المبدعين أصحاب أحلام وطموحات مشروعة.
بقلم : عباسية مدوني / الجزائر