ستصدر قريبا الرواية الأولى للكاتب أحمد عبد الكريم “عتبات المتاهة” عن منشورات “وهج” في طبعتها الثانية، بعد ثلاث دوواين شعرية، صدرت عام 2008، عن رابطة كتاب الإختلاف في إطار الإحتفال بالجزائر عاصمة الثقافة العربية.
وتتكون الرواية من ثماني لوحات تحمل عناوين “الراقي/ كاهنة أول العتبات/ امرأة الأحراش الصعبة/ مشاهادات القبلي/ تذكارات القبو الأسود/ صيف أرجواني/ دماء الياسمين/ ورود لزرقة البحر”.
تحكي الرواية حكاية شاب صحراوي “القبلي” يتنقل إلى العاصمة للدراسة بالجامعة في فترة التسعينيات، ليجد نفسه في مواجهة صدمة المدينة، وغليان تلك المرحلة بصعود المد الإسلامي، يقع في حب طالبة الآثار “كاهنة” فترتبك حياته ويعيشان حكاية حب مجنونة.
يلقى عليه القبض بغرفة ابن عمه إدريس الملتحي، الذي انتقل إلى الحياة السرية والعمل مع الجماعات الإسلامية المسلحة، يعاني الأمرين في السجن بالقبو الذي يسترجع فيه مرة أخرى ذكريات القرية والأصل الشريف.
يفاجئه المسلحون وكاهنة في ساحة صوفية وبعد العتاب والتهديد، يتم عقد قرانهما بولي من المسلحين وبقاض منهم، بعده تختفي كاهنة، بعد أن دخل بها كزوجة شرعية..!
“يضطر القبلي إلى العمل كنادل في مقهى، كل رواده شيوخ على مشارف الموت، ومن يرحل منهم يبقى مقعده شاغرا ويدفن من طرف ”زملائه”. سرعان ما تنقذه مهارته في إعداد الشاي ليصبح صديق الجميع في المقهى العجيب.
يتقاطع مصير القبلي مع شخوص كثيرين عرفهم في البهجة. كاهنة القبائلية التي جمعته بها الصدفة، إلى الكاهنة التاريخية، فالمداني صاحب مقهى البهجة ، فالمجاهد أيوب “الجاسمان”، موح “الفيكينغ” وزبائن المقهى بمن فيهم ماريا الرومية وابنتها راشيل.
وتأتي الطبعة الثانية بعد نفاد طبعتها الأولى، وقال كاتبها “رأيت أن أعيد نشرها بالنظر إلى الطلب عليها من طرف القراء والباحثين والطلبة ، وقد كانت موضوعا للكثير من الأطروحات والرسائل الجامعية ومذكرات التخرج في الجامعة الجزائرية . وستصدر عن منشورات وهج قريبا”.
وبعد صدورها في الطبعة الأولى، كتب عنها عدد من النقاد والكتاب على غرار الروائي بشير مفتي الذي قال عنها “رواية شعرية بامتياز كتبها أحمد عبد الكريم كأغنية تحاول أن تضمد جروح الذات المنكسرة بفعل زمن الظلام الذي كبح الحياة ومنعها أن تكون حياة حقيقية”.
وكتب عنها الروائي الراحل الطاهر وطارفي مقال مطول: “السؤال الذي ظل يلازمني طوال صفحات عتبات المتاهة، هو هل تخلص الشاعر أحمد عبد الكريم من الشاعر، ومن التجريد والسريالية. أعتقد أن الهاجس الأساسي لما قدمه لنا هو العيش مع الناس، لكن في عالم سريالي، يبدأ بالرقية والسحر والجذب، وينتهي بالعودة إلى الذات المتفردة اللامنتمية”.