سكنه الإبداع منذ صغره وكبر ليكبر شغفه باللون، هو فن اختاره فصار هاجسا له، وبقى وفيا له رغم تخصصه في “البيولوجيا” – مناعة وأمراض معدية – هو الفنان التشكيلي وليد هادف ابن مدينة التيطري، مسكون بالحلم والأمل.
سارة فراح
اكتشف موهبته منذ الصغر، كان يبرع في الأشغال اليدوية والرسم والنحت منذ الطور الابتدائي، بعدها قام بتطوير موهبتي عن طريق الانخراط في مختلف نوادي الرسم في دور الشباب ودور الثقافة، كما اعتمد على المشاركة في مختلف الدورات التكوينية في الفنون التشكيلية الوطنية والدولية (عن طريق الانترنت) ليصقل موهبته أكثر وهي التي تنمو يوما بعد يوم كنمو الزهور تحت المطر.
شارك هادف في عدة مهرجانات ومعارض ولائية ووطنية، ومتحصل على عدة جوائز منها المركز الثاني في المهرجان الوطني للفنون التشكيلية لولاية سكيكدة، وما زادته هذه المشاركات إلا حماسا وثقة عالية في مواصلة درب رسمه بحب وشفف كبيرين.
ريشته الإبداعية تستلهم من التراث الجزائري
يحمل ريشة الإبداع ويسرح بخياله ليجسد لوحات في منتهى التميز، خاصة حين يستلهم مواضيعه من التراث الجزائري وهذا ما نلمسه في إحدى لوحاته أين تظهر المرأة العاصيمية باللباس “الحايك”.
وليد هادف يدعم موهبته من خلال المشاركة في مختلف المهرجانات رفقة العديد من الفنانين المحترفين من مختلف الولايات الوطن، وعن ذلك قال: “مشاركتي في عدة مهرجانات اكسبتني خبرة ومهارات جديدة ونظرة جديدة لهذا الفن، وهذا ما مكنني من وضع منهاج تعليمي لأساسيات الفنون التشكيلية وتطبيقه مع طلبة حيث أنني تمكنت من تأطير العديد من الفنانين بولاية المدية ونالوا أعلى المراتب وطنيا في مهرجانات مختلفة”.
هو فنان صنع من موهبته طموحا له، والتدريب والتكوين عادو من أهدافه، فهو الذي يدرس حاليا الفنون التشكيلية في نادي “gravit art” التابع لجمعية “الأقواس” لمواهب الشباب وهو رئيس جمعية “المرسم” للفنون التشكيلية.
ومن أهدافه في عالم الفن التشكيلي يقول وليد هادف بكل حماس: “هدفي الوصول للعالمية وتمثيل الجزائر في مختلف التظاهرات الدولية وتنظيم مختلف المعارض لعرض لوحاتي الفنية، وأطمح لإنشاء معهد خاص للفنون التشكيلية بعاصمة التيطري نظرا لقلة المرافق والوسائل في الولاية لكي يتعلم ويتكون شباب الولاية المبدع”.
لوحات تحاكي العشق لفن يعيش فيه
لم يخفي صاحب اللمسات الإبداعية وليد هادف أن الفنون التشكيلية في الجزائر في تطور مستمر سنة بعد أخرى وهذا يظهر عند إقامة معارض الفنون التشكيلية حيث نلاحظ إقبالا لأعداد كبيرة من عشاق هذا الفن وهم في تزايد مستمر.
في كل لوحة يحكي هادف حكاية عشق لفن عاشه ويعيش فيه حلمه وأهدافه، وما شدني في لوحاته أكثر تلك اللوحة المصورة في عجوز أكل منها الدهر الكثير فعادت تلك التجاعيد على وجهها تحاكي الأمل في الحياة وتحاكي الجمال على حقيقته.