“نشهد تراجع الساحة الثقافية وغياب شبه كلي للإعلام الثقافي”
قال الكاتب والإعلامي الجزائري بوعلام رمضاني أن مشاريعه مؤجلة إلى حين إصدار كتابه الثاني عن الحراك، إلا أنه يتوعدنا بوجبة متميزة من كتب في مواضيع مختلفة في الصحافة والإعلام الثقافي على شكل حوارات، وكتاب حول الفن الرابع، وكتاب أخر عن مذكراته، كما أنه شوقنا إلى معرفة تفاصيل كتابه الذي سيحمل عنوان “أنوي تناول أمي ثم أمي حتى أخر عمري”، هذا ولم يستثني الحوار الذي جمعنا معه للوقوف عن واقع المثقف والساحة الثقافية وأين نحن من الإعلام الثقافي.
حوار: صارة بوعياد
حدثنا عن مسارك باختصار في مجال الصحافة وماذا بالتحديد لقسم الثقافي؟
بدأت العمل الصحفي عام 1981 في سن الرابعة والعشرين في جريدة الشعب اجتهدت قدر المستطاع في الثقافة بوجه عام وفي المسرح بوجه خاص، وبعد 10 سنوات في الشعب عملت رئيسا للقسم الثقافي في صحيفة المساء إلى غاية مغادرتي الجزائر نحو باريس في الثاني ماي من عام 1991 في فرنسا، عملت كصحفي مستقل مع عدة صحف ومواقع عربية أبرزها الشرق الأوسط، الحياة، السفير، المستقلة، الجزيرة نت. واليوم أراسل موقع “ضفة ثالثة” التابع لصحيفة العربي التي تصدر في لندن، نشرت وأنا في باريس كتب “11 رؤية عن 11 سبتمبر “، “أحب وطني رغم انفكم”، “صحفي وسط الحراك”، وأخيرا “أنوار في ليل كورونا…من دفتر محجور ثقافي”، وأصدرت هذه الكتب تباعا في الجزائر عن دور “الحكمة” في العاصمة و”الخيال” في برج بوعريريج و”بهاء الدين” في قسنطينة.
كيف تقرأ الإعلام الثقافي في الجزائر؟
لا بمكن التحدث عن إعلام ثقافي بأتم معنى الكلمة مبدئيا. هناك غياب شبه كلي للصحفيين الثقافيين واقتصار الصحف على أفلام تعد على الأصابع لا يصنع اعلاميا ثقافيا، الساحة الثقافية تراجعت بتوقف مجلات ثقافية عن الصدور، ومؤخرا قال لي مدير صحيفة باللغة الفرنسية معروفة أنه يجد صعوبة لإيجاد صحفي ثقافي مؤهل لمحاورتي!!! للأسف لا يسمح مقامكم الخوض في الأسباب المعيقة التي تقف وراء الكارثة. منظومة تربوية كاملة مسؤولة عن ذلك .
هل نعيش أزمة ثقافة في الجزائر؟ أم أزمة مثقف؟
السؤال الثالث مرتبط عضويا بالسؤال الثاني، وطن دون إعلام ثقافي يعبر عن أزمة المثقف أو الاعلامي الذي لا يكتب ولا يتناول قضايا واشكالات مصيرية ليس اعلاميا، الاعلامي خطوة متقدمة عن المواطن العادي كما كان المعلم من قبل، كما أن هناك برامج ثقافية اذاعية ولكنها غير فعالة بسبب عدم غوصها في الجوهر نتيجة المحاذير والخطوط الحمراء، الثقافة سياسة والسياسة ثقافة وعليه لا ثقافة دون حرية ولا حرية دون ثقافة ونحن مازلنا أبعد ما نكون عن هذه الجدلية .
ماذا تتضمن صفحات انوار في ليل كورونا؟
لا أنوار حقيقية تضئ حياة الانسان دون ثقافة، إنها أنوار كتب ومتاحف ومعارض ومسارح وقاعات سينما في باريس، إنها الأنوار التي اخترقت ليل المحجورين عنوة في عز جائحة حيث ألزمت الناس البيوت في زمن السلم على حد تعبير الفيلسوف الكبير ادغار موران، وأفضل أن لا أفوت عليك التمتع بنكهة الكتاب الذي يبدو أنك ستقدمين على عرضه في فيديو.
ماذا يعني المسرح للبوعلام رمضاني؟
“المسرع عالم وكل الناس تمثل فيه” مقولة شهيرة لأكبر وأشهر مسرحي منذ العهد اليوناني وليام شكسبير، فنولد مسرحيين ونموت مسرحيين، والمسرح هو الحياة والحياة كلها مسرح، وكلنا نمثل عن وعي أو لا وعي.
ما هي أهم المشاريع الذي يعمل عليها استاذ رمضاني لسنة 2022؟
مذعور ومرتبك لأنني في حيرة من أمري. في هذه اللحظة، قررت تأجيل مشاريع كتب لأتفرغ إلى كتابي الثاني حول الحراك، سيكون مواكبة للحراك حتى ساعة توقفه من خلال مقالات وحوارات سيرد أصحابها عن فرضية فشل الحراك أو افشاله. المشاريع الأخرى تتمثل في كتاب “صيد ثقافي على ضفاف السين” وهو جاهز، “وفي بيت اندري ميكيل بالكمامة” وهو كتاب في شكل حوار مطول مع آخر مستعرب فرنسي ترجم ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة وكتب الشعر باللغة العربية .”انوي تناول أمي ثم أمي حتى أخر عمري” تحت هذا العنوان في كتاب اذا اطال الله في عمري، سأنشر كتبي تباعا وسأبقى أكتب حتى أخر نفس من حياتي .من المشاريع الأخرى مؤلف عن كتاباتي حول “المسرح الجزائري” وكتاب أخر في شكل حوارات مع شخصيات فرنسية بارزة حول الجزائر تاريخا وثورة وكتاب مذكراتي بطبيعة الحال، شكرا لكم على الاهتمام.