صدرت رواية جديدة للكاتبة أمال بن عبد الله “ظلال العتمة” عن دار الخيال للنشر والترجمة.
آمال بن عبد الله أديبة عصامية التكوين في مسيرتها الأدبية، صقلت موهبتها ببحثها الدؤوب في مجال الأدب وشغفها الكبير بالقراءة التي ادمنت عليها منذ مرحلة الطفولة، شاركت في العديد من المسابقات الوطنية والولائية .
من اصداراتها مجموعة قصصية مع مجموعة كاتبات: “قصص تحت الظل”، مجموعة قصصية ونثرية “على أعتاب تشرين”، روايــة “أحيــقار/لقمان وكارمن” والتي توجت في مسابقة الرواية القصيرة الوطنية في رابطة “الفكر والابداع” سنة 2018، رواية “باية /الماتريوشكا” سنة 2019.
ملخص من الرواية
من جيداء إلى العنقاء، مع سبق الإصرار والتحرر، هكذا اختارت الكاتبة والصحفية جيداء بطلتنا أن تدخل عالم الأدب، بطريقة الكاتب فرناندو بيسو، مستعيرة بذلك عبارة بينيتا إيسلر حين قالت على أورور دوبان: “دخلت عالم الأدب على أطراف أصابعها”، فكاتبتنا جيداء دخلت عالم الأدب بأقدام بديلها الذي اخترعته مقلدة بذلك شاعرها المفضل بيسو، فخلقت شخصية العنقاء وحملته حرفها وصعلكتها وجنونها لتصنع منه أشهر كاتب وتتوارى هي خلف الستار خوفا من قيود مجتمع وجدت نفسها مرغمة على التلاعب معه لعبة التخفي (الغميضة).
قالت عنه: اعتصرت هذا المخلوق من كياني قطرة قطرة..” جيداء، هذه الكاتبة الفذة والمرأة الضعيفة أمام جبروت مجتمع ذكوري لم تكن تمتلك القوة والشجاعة لمواجهته، ولكنها امتلكت قوة الكلمة التي سخرتها لخلق بديل يحمل عنها خطاياها الأدبية، إلى أن تصادمت مع حقيقة قلبت موازين حياتها رأسا على عقب وجعلتها تقف لتعيد حساباتها من جديد، الموت المحتم كان مصيرها بعد اكتشافها بأنها مصابة بمرض السرطان.
وجدت نفسها وحيدة في مواجهة وحش شرس فتمنت في لحظة يأس وضعف أن تقابل بديلها الذي أوجدته في عالمها المتخيل وعاشت معه لسنوات وهي تراسله لتخفف عن كاهلها أعباء الحياة، فأقحمته في كل تفاصيل حياتها وخلقت معه أجواء حميمية كانت تهرب إليها كلما ضاقت بها السبل، تقابله لا لكي يوقع على أعمالها التي وهبته إياه وإنما كي تسحب منه بساط الشهرة وتسترد حقها الشرعي قبل موتها، كأن المرض زودها بالقوة التي كانت تفتقر لها، أعطاها الشجاعة لتواجه المجتمع الذي لطالما اعتبرته البعبع المخيف.
فقدانها لأي أمل في النجاة، فقدانها لرمز أنوثتها بعد عملية استئصال الثدي جعلها تتشبث أكثر بوهمها في مقابلة العنقاء الذي كتبت بقلمها أدق تفاصيل حياته وسمت مخطوطة سيرته بسيرة طبيب متأدب، فهل ستنجح جيداء في مقابلة بديلها وكتابة روايتها الأخيرة بصوتها الأنثوي وترفض بذلك فعل الكتابة السلطوي والذي يعد فعلا ذكوريا لامتلاك الرجل خطاب اللغة والتي أرادتها رواية تجمع بينها وبين بديلها أو كما كانت تطلق عليه أحيانا ندها، وتسترجع اسمها على هذا العمل وأعمالها السابقة، أم ستنتهي بموتها؟
هل ستنجح في مقاومتها عن طريق الرد بالكتابة على المجتمع الذكوري وتسترد اسمها ولو كان ذلك فرصتها الأخيرة قبل موتها؟
هذا ما تكشفه لنا تفاصيل رواية ” ظلال العتمة” مع سبق الاصرار والتحرر.
صارة بوعياد